ليست فقط وسائل الدولة هي التي وضعت في خدمة مرشح النظام محمد ولد الغزواني، وإنما أيضا الدولة العميقة والدولة الشفافة برمتها هي التي وضعت في متناوله، من أجل تنفيذ الخطة “ب” للراحل-الباقي محمد ولد عبد العزيز.
كنت عظيما يوما من الأيام، وعلى ظهرك نقلت مبتسما مكتبات عظيمة الى اصقاع الدنيا، وحملت مسرورا العلماء والصالحين، ثم سقيت سكان الجبال وصبرت على تقلبات الزمن، لم تستسلم للمستعمر ولم تهادن،كنت تسير سير ذوات الأرداف في شارع “الأربعين عالما”، تبادل الخطى وانت تحس العزة والشموخ والمجد فلاتسمع من حولك الا حفيف اجنحة تطير او تراتيل تتقاذفها الجبال فترسلها صدى
مع الأسف يسير المجتمع الموريتاني نحو هزة أخلاقية من شأنها أن تعصف بقيمه وثوابته الدينية والحضارية ، هناك شيئ مخيف فعلا ينخر عذرية هذا المجتمع المحافظ
لانعنى هنا بالمحافظة صفة طهارة ومثالية ولكن نعنى مستوى من الاحتشام يمنع على الأقل كشف عورات البيوت والتظاهر بمسلكيات مخفية تصادم النسق العام دينيا واخلاقيا واجتماعيا
من ذلك(المخيف ) :
كان إعلان ترشح السيد سيدي محمد ولد بوبكر هذا المساء، نفحة أمل في غيمة اليأس و الانكسار.. كان إشراقة مفاجئة في عتمة الخيبة و انسداد الأفق .. كان نفحة هواء باردة بعد سنين الجمر و التيه و التشرد و الاحتقار..
لقد وصل المنقذ الجدید! وأمام حشد كبیر في ملعب العاصمة یوم الجمعة الماضي، ھا ھو مرشح – النظام أولا، ثم مرشح الإجماع الوطني، حسب قول ولد محم والمداحین – یظھر أخیرا أمام الملأ.
من المؤكد بأن المتابع للشأن العام سيجد صعوبة كبيرة في اختيار الموضوع الذي يكتب عنه في أيامنا هذه، فهل يكتب عن الانفلات الأمني الذي وصل إلى مستويات مخيفة مع حرق الضحايا ورميهم في الشارع؟ أم يكتب عن كارثة ديون الشيخ الرضا والتي وصلت إلى المرحلة الحرجة مع بدء الاحتكاكات بين الملاك الأصليين والملاك الجدد؟
شكلت بشاعة صورة الجثمان المتفحم، التي نشرتها مؤخرا بعض المواقع الإخبارية، للشاب المغدور محمدو ولد بَرُّو، صدمة هائلة، هزت كيان المجتمع الموريتاني على الأصعدة الدينية، والأخلاقية والمجتمعية والثقافية، كما أنها دقت ناقوسا خطيرا يفترض بأن تردد صداه المخيف بات مسموعا بشكل مدو في أوساط الدولة والسلطات السياسية وكذا الأجهزة الأمنية المختلفة.
على بعد ايام من إيداع الترشحات تأكد لنا الآن ترشح شخصين فقط هما الغزواني عن عزيز، وبيرام عن الصواب وايرا، اما بقية المرشحين فمازالوا في حكم الغيب بالنسبة للجميع، ففي حين ينتظر التكتليون الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بشفافية العملية وحياد الادارة يعيش المنتدى حالة وجودية عجيبة، يجب أن تدرس في حد ذاتها، إذ تحولت إلى مايشبه الحالة المرضية ففيها متلازمة اس