الراصد: يشكل سكان "آدوابه" الأكثرية الساحقة بمقاطعة بومديد بولاية لعصابه حتى يمكن القول دون مبالغة بأن هذه المقاطعة تساوي ثمانية آدوابه هم : الشانتيه ، الزيره، تصلح ،الرك، لمنيكعه، الكنبه،الطارف ،الدفعه.
يرزح هؤلاء تحت تهميش مستمر ومتعمد لا يستثني أي مجال؛ فالتعليم في هذه الأحياء والقرى على وضعية كارثية:
الأقسام أوكارا خربة لم تعد تصلح لغير الحيوانات السائبة التي تتناوب مع التلاميذ المتكدسين بالعشرات في تلك الأقسام المقززة .
أما النقص في المدرسين فهو خاصية مدارس آدوابه بومديد، فلا حرج عند السلطات في أن يحمل هؤلاء القسط الكبير من عدم توفر المدرسين بالولاية بالأعداد الكافية، ذلك أن المتنفذين وأصحاب المال والجاه يبعثون بأبنائهم إلى المدن الكبيرة للدراسة في "صفوة" المدارس هناك.
أما التغطية الصحية فمنعدمة بين هؤلاء المواطنين الذين يبعثون بمرضاهم من مسافات بعيدة إلى مركز استطباب كيفه وفي ظروف قاسية وبتكاليف باهظة فيموت من يموت وينجى من حفظ الله.
وبما أن هؤلاء البشر فلاحون متحمسون فإن الدولة الموريتانية تضن عليهم بإقامة أي سدود زراعية ، ولم تقدم لهم سلكا من السياج أو قرضا أو درسا من مرشد وتترك المجال لإقطاعيين يمارسون أبشع أنواع الظلم والغبن والاستغلال في ذلك المجال الحيوي.
وعلى مستوى المشاركة السياسية يستخدم هؤلاء الناس رغم كثرتهم أدوات انتخابية لإيصال آخرين إلى الكراسي دون أن يخجل أي من "الكبار" مرة واحدة فيضرب بسهم "لأدوابه" الذين لم يخرج من بينهم عمدة أو نائب أو شيخ ولم يحظوا بتعيين أي من أبنائهم في منصب هام كما هو الحال لجيرانهم.
ولن يصدق أي أحد أن القطاعات المعنية بتحسين أوضاع الفقراء والمهتمة بحقوق الانسان ومعالجة مخلفات العبودية لم تكلف نفسها زيارة هذه المقاطعة مرة واحدة للوقوف على حجم المأساة هناك وكأن الدولة بكافة أجهزتها قد أجمعت على التغاضي عن "آدوابه بومديد" والاستمرار في طحنهم.
منقول