رأي: لماذا نعبد طرقًا جديدة… ونتركها بلا نظام؟ بقلم: الحاج أحمد إديجبي

اثنين, 12/05/2025 - 10:45

الراصد : في نواكشوط، تتسابق مشاريع تعبيد الطرق الجديدة في بعض الأحياء والمقاطعات، ويُنظر إلى ذلك باعتباره إنجازًا عمرانيا وتحسنًا في البنية التحتية. لكن الغريب، والمثير للدهشة، أن هذه الطرق – رغم حداثتها – تُترك دون إشارات مرورية، ودون تخطيط للتقاطعات، ودون أي تنظيم لحركة السير.
فما الفائدة من طريق مُعبّد إن كان سائقو المركبات يعيشون فيه تحت رحمة الفوضى؟
(شارع نواذيبو نموذجا)

غياب الإشارات الضوئية أو حتى اللافتات التوجيهية، وعدم تحديد أولوية المرور في التقاطعات، يحوّل هذه الطرق إلى مساحات للصدام والتوتر وسوء الفهم. ويزيد من خطر الحوادث، ويطيل زمن التنقل، ويزرع الفوضى في قلب ما يُفترض أنه "تحديث".

إن تعبيد الطرق دون تخطيط مروري مصاحب، يشبه بناء بيت دون أبواب ولا نوافذ!
فلا جودة الطريق وحدها تصنع مدينة حديثة، بل النظام، والسلامة، ووضوح القواعد.
وللأسف، هذا ما تغفله الكثير من المشاريع، التي يبدو أن غايتها التدشين لا التفعيل، والمظهر لا الجوهر.

إذا كانت الدولة جادة في تحسين النقل الحضري، فإن كل طريق جديدة يجب أن تُسلّم متكاملة: إسفلت + إشارات + أرصفة + تخطيط مروري + صيانة مستقبلية.
أما غير ذلك، فليس سوى زينة إسفلتية في مدينة ما زالت تقف على مفترق الفوضى.