من الخيط الأول.. صحراء ميديا تتبع سقوط تجار “حبوب الهلوسة”

ثلاثاء, 06/05/2025 - 23:12

الراصد : أسقط الدرك الموريتاني ليل الجمعة/السبت الماضي شبكة لتهريب الأدوية في شبه المنطقة، وعثر على “مخازن سرية” في مناطق متفرقة في العاصمة نواكشوط، مليئة بأدوية من بينها حبوب مهلوسة وأدوية أعصاب شديدة الحساسية والخطورة، مع منشطات جنسية وأدوية أخرى “غير مرخصة”.

وقالت مصادر خاصة لـ”صحراء ميديا” إن العملية ما تزالُ مستمرة، مؤكدة أن زوال اليوم الثلاثاء يجري تعقب بعض المشتبه بهم الهاربين، بالإضافة إلى البحث عن مخازن سرية في بعض مقاطعات نواكشوط، بينها “مخزن كبير” في مقاطعة السبخة.

وأضافت المصادر أن عدد الموقوفين وصل إلى 14 شخصًا، بينهم أجنبي واحد يحملُ الجنسية الهندية، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات المقبلة مع استمرار التحقيق والتحري، من طرف فرق الدرك الوطني.

في غضون ذلك، فرضت السلطات الأمنية إجراءات جديدة لتعقب الفارين، من بينها إلزام جميع المسافرين عبر شركات النقل الحضري باستظهار الرقم الوطني، وخاصة على الخط الرابط بين نواكشوط وروصو، حيث أن أغلب المشتبه بهم ينحدرون من المنطقة الجنوبية.

بداية الخيط

المصادر الخاصة التي تحدثت لـ “صحراء ميديا”، مع طلب إخفاء هويتها، قالت إن الخيط الأول الذي قاد إلى شبكة تهريب وتوزيع الأدوية، كان شاحنة أوقفها الأمن الجزائري قبل أكثر من شهر، وتحديدًا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.

وبحسب المصادر فإن الشاحنة القادمة من موريتانيا، كانت تحمل شحنة من الأدوية المهربة، فأبلغ الأمن الجزائري السلطات الموريتانية، لتبدأ عملية أمنية انتهت بإسقاط الشبكة التي تقف خلف الشاحنة، وتولى إدارتها قطاع الدرك الوطني.

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن شحنة الأدوية التي أوقفها الجزائريون على متن الشاحنة كانت في طريقها إلى ليبيا، فيما تشير المصادر إلى أن الشبكة كانت توزع أدويتها “غير المرخصة” في أسواق موريتانيا، بالإضافة إلى بقية دول المغرب العربي.

بدأ الدرك الموريتاني التخطيط للعملية الأمنية، مطلع أبريل شهر الماضي، فيما صدرت تعليمات صارمة بمصادرة أي أدوية يتم العثور عليها في وضعية مخالفة للقانون، ووضع اليد على أي مخازن سرية تعمل خارج القانون.

تفكيك الشبكة

مساء الخميس فاتح مايو، بدأت فرق الدرك الوطني التحرك الميداني لتنفيذ عملية استمرت لأكثر من أربع وعشرين ساعة، ومع بزوغ شمس صباح يوم السبت الثالث من مايو الجاري، أعلن الدرك “تفكيك شبكة لاستيراد وتوزيع الحبوب المهلوسة ومواد محظورة”، مشيرًا إلى أن العملية الخاصة استمرت لأربع وعشرين ساعة.

خلال ساعة متأخرة من ليل الجمعة/السبت، وضع الدرك الوطني خطته الإعلامية للإعلان عن العملية الأمنية، واستدعى فرقًا من الإعلام العمومي، قضت ليلتها برفقة فرق الدرك تصور وتوثق نتائج العملية.

وأوضح الدرك أن العملية جاءت بعد “تحريات دقيقة قادتها كتيبة نواكشوط 1 وفرقة البحث”، وأسفرت عن توقيف 14 شخصًا “بينهم موزعون وباعة وملاك يُشتبه في ضلوعهم ضمن الشبكة”.

كما أعلن الدرك ضبط مخازن سرية في مقاطعتي عرفات ودار النعيم، كانت تخزن فيها الأدوية غير المرخصة إلى جانب مواد غذائية للتمويه، في ظروف تخزين سيئة تفتقر لأبسط معايير التهوية والسلامة الصحية، وفق بيان الدرك.

تهريب ورشوة

المعلومات التي كشفها الدرك الوطني، تضمنت الإشارة إلى أنه ضبط شاحنة مملوءة بأكياس الحبوب المهلوسة، كانت في طريقها إلى مدينة ازويرات.

فيما أكدت مصادر “صحراء ميديا” أن الشاحنة التي أوقفها الدرك في ساحة المطار القديم، كانت شاحنة تبريد، والشحنة التي تحمل موجهة إلى واحدة من دول المغرب العربي.

وأشار الدرك إلى أن أعضاء في الشبكة عند توقيفهم، عرضوا رشوة “بمبالغ ضخمة على أفراد الدرك، ظناً منهم أن ذلك سينهي القضية، وهو ما قوبل بالرفض التام من قبل عناصر القوة المنفذة”.

وتشير المصادر إلى أن قيمة الرشوة قاربت المليار أوقية قديمة، وكانت سببًا مهما في الوصول إلى عدد من الموقوفين حاليا لدى الدرك الوطني.

وأعلن الدرك أن “التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن خيوط إضافية مرتبطة بهذه الشبكة”.

منشطات وهلوسة

الصور التي نشرها الدرك الوطني، أوضحت أن الأدوية التي جرى ضبطها كانت محملة في علب كرتونية، قدرتها مصادر خاصة بأنها تقارب 900 كرتون، وكانت مخزنة في ظروف سيئة من حيث التهوية ودرجة الحرارة.

أغلب الأدوية التي تم العثور عليها كانت منشطات جنسية وأدوية عصبية تستخدم كحبوب هلوسة، بالإضافة إلى بعض المضادات الحيوية.

كان من بين الأدوية (ديفيل 50) و(ديفيل 100)، وهو منشط جنسي يصنف ضمن حبوب الفياغرا المعروفة عالميًا، واستخدامه له أضرار صحية كبيرة.

كما عثر على كمية كبيرة من (كبسولات بريغابالين 300) وهو مسكن للآلام المستمرة الناتجة عن تلف الأعصاب، ويمنع بيعه دون وصفة طبية لأنه يستخدم من طرف بعض المدمنين.

أما المضادات الحيوية فعثر الدرك على كميات كبيرة من مضاد (ميترونيدازول)، وهو مضاد أيضًا للطفيليات ينتمي إلى عائلة الإيميدازولات، ويُستخدم في علاج بعض الأمراض المعدية أو الطفيلية التي تصيب الأمعاء والجهاز التناسلي.