
الراصد : نخب لمعلمين قسمين قسم أدركه الوعي وبلغ من التصالح مع الذات حد أنه بات يتعالى على الاسم ويبني معه علاقة ودية حيث يفرغه من حمولته التاريخية التي سك لها وهي التثبيط من همة لمعلم وتقزيم قدراته وذاتيته ووجوده التي أثبتها بحكمته وحنكته ونباهته التي وهبها الله قدما وما زال وفيا لها لليوم ف "لمعلم" وحده هو الصانع الذي كان أمينا مع مجتمعه فكان مهبطا للثقافة المادية التي شكلت هوية المجتمع وميزته عن باقي مجتمعات الصحراء
بالصنعة التي مثلها "لمعلم" ولعل ثمة حقيقة يتفق عليها الجميع كون لمعلم لم يرض فقط بكونه صانعا ومنتجا بل استطاع أن يجمع إلى الكفاءة في الصناعة التقليدية الكفاءة في تحصيل العلم والثقافة ومختلف المجالات العلمية الأخرى.
هذه الفئة أصبحت متصالحة مع الاسم وتمضي بثبات لتغيير السردية الموهومة حول لمعلم بالحقيقة المحققة من خلال العمل والجد والاجتهاد وصناعة التميز الذي يبقى السبيل الأمثل لصناعة مكانة تقف على الثابت من الصلصال لا على المتحرك من الرمال.
الفئة الثانية بقيت محملة بحساسية الاسم تقف رافضة له آخذة منه موقفا ذلك أن دلالة الاسم -كما تقول السردية المتخيلة- دلالة قدحية تفيد بعدم شرف لمعلم فلا خير في الحداد ولو كان عالما ولا يؤتم به في الصلاة وأشياء من هذا القبيل لا يقبلها المنطق ولا تبررها السياقات إلا أنها محاولة لخلق وصمة تلازم تاريخ لمعلم وهذه عادة ما تحاول البحث في تاريخ الأنساب وتحقيق نسب شريف لا السياقات المجتمعية تبرره ولا الواقع الرأس مالي يلقي له كثير اهتمام!
وهذه الفئة تحاول الرد على هذه الإدعاءات بتحقيق نسبها وشرفه باتصاله بالنبي صلى الله عليه وسلم وعادة ما يقاطعون مهنة الصناعة التقليدية حيث يقولون بأن لمعلم هو من مارس مهنة الصناعة ومن اشتغل بالعلم وامتهن القضاء او التعليم فهو ليس امعلم لأن المهنة تنسب لصاحبها وممارسها وهم لم يمارسوا المهنة وهذه الفئة عادة ما تضع جاحزا بينها وبين لمعلمين من ممارسي مهن الصناعة التقليدية.
ثم إن الناس اليوم تتبع من يمتلك المال أولا والعلم ثانيا ومن جمعهما فطريقه سالكة وأتباعه كثر ومريدوه ينتظرونه على الأرصفة ليلبوا له رغبته ويطبلوا لآرائه وأفكاره.
أعتقد أن البحث في هذه الأمور مرهق للمعلم وهامشي بعض الشيء فبدل أن يبذل جهده في فرض نفسه وتحقيق ذاته والمطالبة بإنصافه بعد ما عاشه وعايشه من ظلم لكفاءته وتنكر لما قدم من إرث مشهود معلوم يبحث في الهامش من مكانة اجتماعية تجاوزها التحديث الجديد للواقع بحكم المتغيرات التي تطرأ على الحياة.
النخبة عليها أن تكون أكثر وعيا وصلابة وجلدا وأن تتحمل لا أن تتخلى وأن تحتوي لا أن تتبرأ فذلك هو القوة وغيره هو الضعف والسياسة لا تمارس بغير القوة والتخلص من العقد النفسية والنباهة والتصالح مع الذات والمضي قدما.
ومولاه اعود احرش ولاه خراص لمراية حتت حتى لا يلتهي في الشكليات عن الكليات.
كتبه لمعلم : سيدنا إنجيه Sidna inejih