موجة لجوء جديدة من مالي إلى موريتانيا

أحد, 14/12/2025 - 16:18

الراصد : قالت صحيفة الواشنطن بوست إن الحدود الموريتانية – المالية تشهد موجة لجوء غير مسبوقة، مع توافد آلاف المدنيين الفارين من تصاعد العنف في وسط وشمال مالي، في واحدة من أكثر المناطق دموية في العالم من حيث نشاط الجماعات المسلحة، وفق تقارير دولية.

وبحسب تحقيق مصوّر نشرته الصحيفة، فإن معظم اللاجئين – من النساء والأطفال – وصلوا إلى الأراضي الموريتانية بعد رحلات شاقة عبر الصحراء، حاملين معهم قصصًا صادمة عن القتل الجماعي، والانتهاكات، والخوف المستمر من أطراف النزاع المختلفة.

وتشير شهادات اللاجئين إلى أنهم عالقون بين ثلاث قوى متصارعة:

الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، والجيش المالي، وقوات أجنبية روسية تُعرف باسم “فيلق أفريقيا”، وهو تشكيل عسكري حل محل مجموعة فاغنر، ويعمل – بحسب تقارير – تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع الروسية.

الصور القادمة من مخيمات اللجوء، خصوصًا في منطقة امبره شرق موريتانيا، تُظهر أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة: خيام بدائية، نقص حاد في المياه والخدمات الصحية، وأطفال يعانون من سوء التغذية والصدمات النفسية، حسب التقرير.

وتحدث لاجئون لصحفيين دوليين عن انتهاكات جسيمة طالت مدنيين، من بينها الإعدامات الميدانية، وحرق القرى، واعتداءات جنسية، قالوا إن بعض منفذيها عناصر أجنبية “بيضاء البشرة”، في إشارة إلى القوات الروسية، وهي اتهامات نفتها موسكو في مناسبات سابقة.

منظمات إنسانية عاملة في المنطقة أكدت أن مخيمات اللاجئين تعاني من اكتظاظ شديد، وأن القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية والخدمية باتت على وشك الانهيار، في ظل استمرار تدفق الفارين من القتال.

ويأتي هذا الوضع في سياق تحولات كبرى تشهدها منطقة الساحل، بعد تراجع الوجود العسكري الغربي وانسحاب بعثات دولية، مقابل تنامي الدور الروسي في مالي وعدة دول مجاورة، وهو ما لم ينعكس – حتى الآن – على تحسين الوضع الأمني، بل رافقه تصاعد في العنف ضد المدنيين، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية.

وتحذر منظمات دولية من أن استمرار الصراع وغياب الرقابة الدولية قد يؤديان إلى كارثة إنسانية أوسع، مع بقاء آلاف الانتهاكات دون توثيق أو محاسبة.