الراصد : ما يتم تداوله بشأن قرب توقيع وثيقة تفاهم فى جلد خارطة طريق بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي حول توطين المهاجرين الأفارقة الراغبين فى دخول دول الإتحاد واستقبال المرحلين منهم من تلك الدول و إيوائهم على الأراضى الموريتانية أمر بالغ الخطورة لا يمكن تصور تبعاته المدمرة لكل ماهو موريتاني
و وصف" خيانة وطنية عظمى" أقل بكثير من الوصف المناسب لكل الموريتانيين الضالعين فى هذا الملف مهما كانت مناصبهم و مراتبهم ومستوياتهم
يشبه هذا الأمر التخطيط لإقامة وطن بديل لآلاف و ربما ملايين الأفارقة الذين يرفضون الحياة فى دولهم الاصلية و ترفض أوروبا منحهم حق الحياة على أراضيها
إنه سيناريو يرعبنا كموريتانيين عربا و زنوجا لأنه يعنى أننا سنكون بكل تنوعنا اللوني و الثقافي مجرد اقلية مغلوبة على أمرها و سنجد أنفسنا خارج حسابات "المجتمع" المتشكل من جنسيات وثقافات و حتى ديانات تختلف جذريا عن ديننا و ثقافتنا و منظومتنا الاجتماعية اللاحمة
لن يحتاج المهاجرون لأكثر من10سنوات ليصبحوا أغلبية ضاربة والله وحده يعلم كيف سيكون مصيرنا إذا قرروا بسط سيطرتهم علينا عنصريا أو اقتصاديا أو حتى أمنيا
اليوم نسبة الأجانب فى بلادنا تقارب 30%وهي نسبة متفائلة جدا و اصبحت لديهم مناطق خاصة بهم تجد فيها مسمياتهم و ملامح عاداتهم و ثقافاتهم وتحس فيها تغولهم مع غياب سطوة الدولة الموريتانية وتجاوز قوانينها وهيبتها
ليست نسبة مبالغا فيها ولو بدأ تنفيذ المخطط الأوروبي واستقبلنا امواج المهاجرين فستكون نسبتنا كموريتانيبن فى أرضنا بحلول العام 2050 أقل من30%
يجب أن نشعر بالرعب على مستقبلنا فلم يعد لدينا وقت للمجاملة و ماعاد هذا الرمل كله يكفى لدفن رأس نعامة بلاعقل و بلا حيلة و بلا دماغ
حتى 10000أجنبي وجودها يعنى أنها تتقاسم معك الماء و الهواء والسمك و الأرز و الدواء و الكهرباء و التعليم مع أنها غير مهتمة بك و لاتؤمن بك ولا تفكر فيك و لاتحترمك غالبا
و لكن القسمة ستكون ( ضيزى) بكل تأكيد إذا أضفنا 4أصفار للرقم عندما يتدفقون نحونا وتكفيهم 20 سنة لإضافة الكثير من( الأصفار)
لا يوجد موريتاني عربي أو زنجي يريد أن نصل إلى تلك المأساة فمن يريدها يريد أن نكون موريتانيين بلا موريتانيا
وفى أحسن الحالات سنكون لاجئين فى وطننا
إن السيناريو الذى يتم الحديث عنه مدمر مسموم ومفخخ و هو استنساخ لما حدث فى فلsطين بالنقطة و الفاصلة
وطن بلا شعب لشعوب هاربة من اوطانها يطاردها الأوروبيون
قبل أن نتلاشى مستقبلا كبلد اسمه الجمهورية الإسلامية الموريتانية سيستغلنا الأوروبيون للنباح دونهم حتى آخر رمق و سنكون مجرد كلب حراسة جائع جبان مستنزف لايحمى اوروبا و لايخيف المهاجرين
يرى قيس اسعيد رئيس تونس ومعه مثقفون مغاربيون أن لأوروبا أجندة واضحة بالغة السوء خلاصتها توطين أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة فى دول تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا لخلق قنبلة ديموغرافية تكفى لتفجير الأوضاع عنصريا فى تلك البلدان و ذلك لإخضاعها و معاقبة شعوبها على مواقفها السيادية الرافضة لتغول فرنسا والمساندة للقضية العادلة للشعب الفلsطيني ورفضها للظلم والاستعمار والغطرسة
تونس تحركت بسرعة و فاعلية لوأد المخطط الأوروبي المفترض و كذلك فعلت الجزائر والمغرب
و الآن ينصب الجهد الأوروبي على تنفيذ الأجندة فى موريتانيا لتوسيعها لاحقا
كأننا ضفدع تجارب لمشروع هو الأخطر فى تاريخنا
طبعا ليبيا وضعيتها لاتناسب المخطط لذلك تركوها و لو مؤقتا
قد يرى البعض فى رؤية قيس اسعيد مجرد نظرية مؤامرة
و لكن سخاء الأوروبيين المفاجئ و زيارة وفودهم الحاشدة نوعيا لموريتانيا و المراسلات المستمرة بينهم و بين حكومتنا كلها مؤشرات على أننا فعلا دخلنا مرحلة تنفيذ المخطط و تجاوز الأمر نظرية المؤامرة
سنظل نأمل ان يوقف الرئيس غزوانى وحكومته هذا المسار الفظيع
و إذا كانوا يربدون المال على حسابنا فليشتروا لنا جزيرة فى أي مكان من العالم حتى و لوكانت موبوءة لنهرب إليها فالهروب الجماعي طواعية أفضل من تسليم الظهور لأجانب لن يرعوا فينا إلا ولا ذمة
ألا هل بلغت؟
ذلك مبلغ جهدى و نحن ندخل "منعرج اللوى" و لا ملامح ل "صبح" يحتمل " النصيحة"