الراصد: من شناشيل مدينتك الفاضلة المعلقة بنجاد ملحمة أنت فيها المهماز و الربان ، ومن مشارف حلمك المضرج بعنم وهاد وطنك الفسيح المصاب في انسه و جنه خذ أنفاسي كؤوس حبا نازف ، و بلسما لجراحاتك عندما يدب الوجع في أوصال جسد براه الإخلاص و العطاء فأضحى وقفا لشعب ضعيف .
أخي و صديقي العزيز يعقوب أحمد لمرابط ذات يوما كنا نرسم على الورق بحياض السلطة الرابعة و أروقة شنقيط
معالم الوطن المشتهى قبل أن ندرك بأننا لم نخلق لممارسة الركض على خريطة من ورق ، طلقنا ذلك المنطق و تلك الخطئية ، تخطفتنا دروب المستنقع
الكبير فكنت الهزبر الذي لا تهده الخطوب ،نعم أذكر
كل شيء و أعرف بأن الضريبة التي يدفعها الرجال غالية جدا ، كما احترق سميدع و فاضل أمين و غيرهم ها أنت تتناثر في سماء وطن يعيش أزمة أخلاقية تتطلب شبابا بحجم مجرة .
و أنت تعاني مرارة المرض و هموم أمة تحلم و تعشق و تتعذب طب خاطرا بأن جهدك غير ضائع و بأنك لست مضيع ، لو أنصف الزمن لكنت أولى بالعلاج و الرفع على سرر مضرجة بعطر العرفان و ندى الإمتنان لمسيرة مشرفة لا زيف و لا عدوان فيها بل نضال و بسالة ، سلام عليك إذ تتنفس هواء
الحرية و النقاء و الكفاح ، انهض كما كنت جلدا و صلدا قوي الإرادة صلب القناة فدربك طويل و حلمك نبيل و غايتك شريفة ، رد الله إلينا سالما غانما إن شاء الله .
إذا كان حبك جرم فأنا المجرم المتلبس بجرمه ، و العاشق المعترف بعشقه ، و على مقصلة الشرف حتما سنحظى بالخلود إذا ادلهم ليل الوطن الغالي
يا أيها المالي الاوراق من دمه
وفر دماك، فليس الحب ما تصف
الحب حب الذين استنفروا دمهم
فابتلّت الارض ما ابتلّت به الصحف
حب الذين بلا صوت، ولا عظة
القوا ودائعهم للارض وانصرفوا