الراصد : حذرالباحث في علم البحار همام أسامة توفيق عبدالغفار من خطر التغير المناخي جراء اراتفاع حرارة الأرض وما قد ينجر عنه من مخاطر تهدد الحياة البحرية والبرية،
وأوضح الباحث أن البلاستيك من أكثر أنواع التلوث البحري شيوعا وذلك لقدرته على مقاومة التحلل، وبالتالي يلحق أضرارا جسيمة بالحياة البحرية ويقوض مظاهر التنوع البيئ، وهو ما ينطبق أيضا على مخلفات مصانع دقيق السمك والنفايات السائلة والصلبة التي يتم إلقائها في البحار أو الأنهار.
وعدد الباحث في مقابلة حصرية مع موقع الفكر مصادر التلوث البحري، مؤكدا على أهمية الرقابة البحرية ومتابعة تطور الحياة البحرية بما في ذلك السمك والعوالق البحرية والشعب المرجانية التي تشكل مأوى للأسماك، ومصدرا لتنوع ونشاط الحياة البحرية برمتها..كما تطرقت المقابلة لأنواع أخرى من التلوث البحري وسبل مواجهتها، وطرق حماية الشعب المرجانية والعوالق البحرية فإلى المقابلة:
موقع الفكر: كيف تقدمون أنفسكم للقارئ الكريم؟
همام أسامة عبد الغفار: اسمي همام أسامة عبد الغفار، درست علوم البيئة في جامعة قطر، في تخصص دقيق عن علوم البحار، والآن سأكمل الماجستير في ماليزيا_جامعة صباح.
موقع الفكر: حدثنا عن التلوث البحري، وتأثيره على العوالق البحرية؟
همام أسامة عبد الغفار: سأتحدث عن البحار والتلوث البحري وكيف نعرف جودة المياه البحرية وسأركز على العوالق البحرية.
فالتلوث البحري في هذا الزمن هو نتيجة التغير المناخي وازدهار الاقتصاد والصناعة وأنواع الاستخدامات البشرية فنجد أن هناك أنواعا كثيرة من التلوث، وبما أن البحر أكثر ويشغل أكبر مساحة من سطح الأرض يتم استخدامه في التخلص من النفايات والمواد الضارة بالبيئة مما يسبب تلوث البيئة البحرية.
التلوث البحري نوعان، إما أن يكون عن طريق الانسكابات ك(تصريف الملوثات إلى البحر) النقطية أوالانسكابات الكيميائية أو تصريف مياه التوازن أو المياه العادمة أو مياه المجاري.
النوع الثاني الإلقاء (أن تلقي مواد صلبة في مياه البحر) كإلقاء البلاستيك أوالحديد وغيره من المعادن الثقيلة في البحر.
وهناك أيضا التلوث البيولوجي سأتحدث عنه عندما ما أذكر العوالق النباتية.
ولمعرفة كيف يفحص الشخص جودة المياه البحرية، فلابد من أخذ هذه الأمور بالاعتبار وهي درجة الحرارة و درجة الملوحة و درجة الحموضة ، وقياس العكارة في المياه ونسبة لكلور، ونسبة ذوبان الأوكسجين في المياه.
ويقاس الأوكسجين بالطريقة البيولوجية والطريقة الكيميائية، وقياس المعادن الثقيلة وكذلك البكتيريا.
ويختلف معيار البكتيريا من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى فبعض الأحيان 500 وأحيان أخرى 5000، ويكون بعد ذلك قياس نسبة العوالق الحيوانية والعوالق النباتية ودراسة فصائلهما،
هذه هي المعايير التي ينبغي أن تتوفر في قياس جودة المعايير البحرية.
وهي التي تعطيك صورة عن درجة التلوث في مياه البحر.
ومن المهم التاكيد هنا أن هذه ليست المعايير الوحيدة، لكنها الأساسية ونضيف إليها التلوث البلاستيكي والتلوث بالكربون الأخضر.
العوالق البحرية: الكثير منا لا يعلم بوجود كائنات دقيقة جدا في المياه البحرية ولها أهمية كبير وتنقسم إلى قسمين عوالق نباتية وعوالق حيوانية، وهي تعيش على سطح البحر والعوالق النباتية تعمل عملية البناء الضوئي فتستخدم ثاني اوكسيد الكربون حتى تنتج الأوكسجين وبالتالي نتنفس نحن الأوكسجين، فهي المسؤولة عن إنتاج ما يفوق 60% من الأكسجين على سطح الأرض وتحتاج إلى ضوء الشمس لتنمو وتكبر وتتكاثر وهي الشبكة الغذائية في البحر، ولذلك دائما نرى السمك يسبح ويفتح فمه كأنه يأكل، فهو يأكل هذه العوالق التي لا نراها بالعين المجردة، لكن السمك يراها بقدرة الله ويأكلها ويميز أنواعها وفصائلها.
أما العوالق الحيوانية فتنقسم إلى ثلاثة أقسام، عولق حيواني يأكل عولق حيواني عولق حيواني يتغذى فقط بالعوالق النباتية والنوع الثالث هو الذي يتغذى بالحيواني والنباتي معا، ثم يأتي السمك ويأكلها جميعا.
والعوالق البحرية هي ملايين الحيوانات والنياتات فبعضها يسبح وبعضها لا يسبح وبعضها له أصوات وآخر ليس له أصوات وبعضها يكون بكتيريا وعولق في نفس الوقت وبعض هذه العوالق يتطور ويصبح أسماك أو كائنا آخر.
ويوجد من العوالق ما هو سام كما يوجد غير السام وعندما تكثر هذه العوالق السامة تشكل ما يسمى مدا أحمر.
المد الأحمر قد يكون برتقاليا أو بنيا ومن ناجية أخرى قد يكون ساما فيسبب نفوقا في السمك وقد يتضرر منه الإنسان.
وأكثر ما يسببه هو التغير المناخي، وعدم المراقبة على التلوثات البحرية.
والعوالق أكثر عرضة للتلوث البيئي من السمك لأنها غير قادرة على الخروج والذي يسبح من العوالق لا يمتلك السرعة التي يمتلكها السمك.
ومن مسببات التلوث في البحر مياه التوازن التي تستخدم في الناقلات البحرية عندما تمتلئ السفينة من الحمولة يتم مد نصفها بالماء لكي تتوازن ولا تغرق ومياه التوازن إذا لم تتم معالجتها قد تنقل بعض العوالق الضارة إلى مكان آخر لم تكن فيه عوالق ضارة.
من الطرق التي ترصد بها هذه العوالق عن طريق الأقمار الصناعية حيث يتم إرسال الإشارات إلى مياه البحر ومن خلال هذه الطريقة نميز الأماكن التي يحظر فيها الصيد في حالة وجود عوالق سامة
موقع الفكر: ما هي أضرار المواد البلاستيكية على النظام البحري؟
همام أسامة عبد الغفار: المواد البلاستيكية غير قابلة للتحلل لذلك لها ضرر كبير على النظام البحري، كما أنها تحتوي على "البيفيسيانول " مادة تسبب تعطل وظائف الكبد فعندما تنتقل من المياه إلى الكائن البحري فإما تقتل السمك، أو يحتفظ السمك بتلك المادة فتسبب الضرر للإنسان.
فالطيور البحرية التي تتغذى بالمحار وغير ذلك عندما ترى البلاستيك تأكله ظنا منها أنه غذاء عادي فتموت بسبب ذلك.
ومعظم الطيور البحرية تموت بسبب البلاستيك
وهناك من يقوم بالصيد بشباك ابلاستيكي الذي سبب أضرارا كبيرا للحوينات فضلا عن الإخلال بالمظهر العام
موقع الفكر: هل هناك بديل عن الصيد بالأكياس البلاستكية؟
الباحث همام: هناك طرق للاستغناء عنها مثل الشباك الحديدي، فالحديد يحتاج وقتا للتفاعل مع الماء إلا إذا مكث وقتا طويلا فإنه يزيد من نسبة الحديد في الماء.
فالدول في الماضي كانت ترمي بقايا الإطارات والسيارات في البحر ليكتشف الخبراء بعد ذلك أنها عندما تتحلل تزيد من نسبة المعادن الثقيلة في الكائنات البحرية
ثم بدأت الدول في انتشال هذه البقايا والمخلفات المتعلقة بالطيران والسيارات التي لم يحصل عليها نمو للمرجان.
موقع الفكر: ما تأثيرمياه العوادم التي تطلقها مصانع "موكا" على البيئة البحرية؟
همام أسامة عبد الغفار: بالنسبة إلى المياه المصرفة إلى البحر تحتاج ضوابط معينة سواء كانت مياه مبردة أو مياه حارة أو مياه المجاري،
وكما نعلم فالشعب المرجانية تبقى على السطح فتنمو بأشعة الشمس، فدرجة الحرارة في هذه المياه لابد من مراعاتها لأن تغيردرجات الحرارة قد يسبب أضرار كثيرة للحيوانات البحرية، قد تفنى
وكذلك مراعاة نوع البحر هل هو خليج مثلا وما قدرة تحمل مياهه.
ومعرفة درجة لكلورفين فيه، فهذه الأمور الثلاثة لابد من مراعاتها.
موقع الفكر: كيف نحمي الشعب المرجانية من أنابيب النفط والحفر العميق؟
الباحث همام: أكثر ما يضر الشعب المرجانية هو شيئان، أولهما ارتفاع درجة الحرارة وثانيهما "العكار".
فارتفاع درجة الحرارة قد يصيب الكائنات بالمرض أوالموت ويسمى المرض أبيض كما يوجد المرض الأسود فيبقى المرجان أسود والأكثر انتشارا هو المرض الأبيض
أما العكار: فبسبب النمو العمراني للدول وكثرة الحفريات على الشواطئ والغبار يجعل الحيوانات تنتقل للبحث عن المياه الصافية مما يؤثر على الشعب المرجانية.
وممرات السفن لا بد أن تكون مدروسة ومواقع الشعب المرجانية لابد أيضا من حمايتها حتى لا تمر عليها القوارب أو السفن.
موقع الفكر: ما أهمية الشعب المرجانية؟
همام أسامة عبد الغفار: الشعب المرجانية هي المأوى للأسماك فالمجتمعات البحرية تعيش في الشعب المرجانية صغار السمك وكباره
وعندما يفقدون هذه الشعب المرجانية تنتهي حياتهم.
الطحالب موجودة في البيئة البحرية بكثرة وهي كائنات تقوم على بناء قوي.
وتعتبر الطحالب مصدرا غذائيا أساسيا للآسيويين، وهناك دراسة تقول إن البيئة البحرية ستكون في المستقبل القريب مصدرا للحصول على الوقود الحيوي من الطحالب
كما أنه توجد أدوية كثيرة مستخرجة من الطحالب لأن تراكيز المعادن أكثر وأسهل استخراجا.
فالبيئة البحرية نحصل من خلالها على الكثير كالمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، فنرى الآسيويين يستخدمود مكملات غذائية من الطحالب والأعشاب البحرية.
موقع الفكر: نشكركم على الإجابات الشاملة الكاملة، ونتمنى لكم التوقيف.