مصنع الألبان بالنعمة ... القصة كاملة. 

اثنين, 07/02/2022 - 11:50

الراصد: يوم الخميس الماضي الموافق 3 فبراير، نظمت اتحادية التعاونيات الرعوية في مدينة النعمة، وقفة احتجاجية تطالب بطرد مدير مصنع الألبان بالولاية.
وقبل أسبوع تقريبا كانت الإتحادية قد أعلنت عن وقف تزويد مصنع النعمة بالألبان، احتجاجا على تأخر تسديد ديون مستحقة على الشركة.
وذكر المنسق المتحدث باسم المجموعة البشير ولد صداف ولد سيدي في اتصال مع الأخبار، أن الشركة لم تسدد الديون المستحقة عليها في أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2021 .
( #الأخبار ) .

البداية .

من أبطال قصة هذا المشروع الفاشل، رئيس المنطقة الحرة الحالي محمد عالي ولد سيدي محمد الذي تقلد عدة وظائف سامية عديدة بعد لحاقه بنظام عزيز ، وأول تعيين له سيكون عبر مرسوم رئاسي يونيو 2012 " مكلفا بمهمة في رئاسة الجمهورية " قبل تعيينه اشهرا بعد ذلك عبر مجلس الوزراء يوم 10 يناير 2013 مديرا للوكالة الوطنية لتنفيذ ومتابعة المشاريع ANESP .
فستشهد فترة إدارة الرجل للوكالة الوطنية لتنفيذ ومتابعة المشاريع ANESP التي دامت 3 سنوات ، فضائح كبيرة في التسيير مازال آثار بعضها مشاهدة بالعين المجردة كمصنع الألبان بمدينة النعمة ، رغم أن فكرة المصنع أصلا والغير مدروسة بجدية سبقته ( طرحها ولد محمد لغظف على البرلمان 2011 ) إلا أن صاحبنا هو من دفع إلى التمسك بالمشروع بعد رفض الأوروبيين لتمويله ( 2010 ) وأشرف على تنفيذه ومتابعته بعد الحصول على تمويل له بمبلغ 17 مليون دولار ( 6,5 مليار أوقية قديمة تقريبا ) من المصرف العمومي الهندي " اكسيم بنك " EXIM Bank وكان إلى جانب الرئيس السابق عزيز وقت وضع الحجر الأساسي ل " المصنع " يشرح له مراحل تشييده ومردوديته ، وطاف المعني بلدانا عدة منها إيطاليا والهند لزيارة مصانع الألبان ( الصور ) وضرب بعرض الحائط تقارير لمختصين بأن المكان غير مناسب للمشروع لعدة أسباب ، وستواصل تكلفة المشروع في الإرتفاع مع تأخر الأعمال فيه ، فمن 15 مليون دولار حددها ولد محمد لغظف إلى 17 مليون دولار حددتها وكالة المعني إلى 18 مليون إلى ( 17,8 مليون دولار من البنك الهندي + 2,6 مليون دولار مساهمة من الحكومة الموريتانية ) ، واليوم يبقى مصنع الألبان في النعمة شاهدا على الفساد وأثرا لصاحبنا ينضاف لآثار فساد أخرى له ، ضاعت المليارات ولم ينتج المصنع ال 30 الف لتر يوميا من الألبان ومشتقاتها ولا هو وفر مئات فرص العمل ولا وفر الأعلاف للمنمين ودخلا ولا ..... نسخة من مشروع مصنع السكر .


سيدشن المصنع بعد تأخر الأشغال فيه من طرف الرئيس السابق عزيز يوم 3 مايو 2016 ( وضع الحجر الأساس للمشروع 14 أغسطس 2013 ) ، وبعد سنة واحدة من عمله ستحط بعثة من المفتشية العامة للدولة رحالها بالمصنع مايو 2017 للنظر في قضية تصاعد الخلافات داخل إدارة المصنع المتعثر، وخصوصا الخلاف بين مديره العام، ومديره الإداري والمالي، كما أفادت الأخبار حينها، وستتوالى فصول قصة فشل المصنع تباعا، من سوء تسيير لفضائح كثيرة منها شهادات عديدة بوصول شحنات من الألبان المجففة( سليا ) للمصنع قبيل كل زيارة لرئيس أو بعثة تفتيش، وتحويلها إلى لبن سائل لإيهام الزائر بأن المصنع ينتج. وهناك اعتراف لمدير سابق للمصنع بأن معداته من النوع الرديئ رغم المليارات التي أنفقت لاقتنائها، وفي سنة 2018 ومع تعثر المشروع وعجزه عن الوصول للأهداف المحددة سلفا له ( 30 ألف لتر يوميًا،و خط إنتاج للحليب المبستر بقدرة إنتاج تصل إلى 9000 لتر يوميًا ، وخط إنتاج لبن رائب بقدرة 10.000 لتر يوميًا ) كلفت الحكومة لجنة وزارية برئاسة وزارة التنمية الريفية لتلافي ما أمكن، و بغرض إنعاشه و أعتمدت دعم المصنع ماليًا و تقنيًا،وعين مدير جديد لتطبيق الخطة الجديدة.
 ورغم أن الثروة الحيوانية بالمنطقة الشرقية تقدر ب 600 ألف رأس من الإبل، و950 ألف رأس من البقر، 4 ملايين رأس من الغنم، إلا أن دراسات إنشاء مصنع للألبان بالمنطقة لم تأخذ في الحسبان بأن هذه الثروة " متنقلة " بحثا عن المراعي إلى ما وراء الحدود أحيانا ( جمهورية مالي ) وليست ثروة حيوانية " ثابتة " كما هو الحال في الدول المنتجة للألبان كهولندا وبلجيكا والدول الغربية عموما، وتكلفة الأعلاف الباهظة تمنع المنمي الموريتاني من الاحتفاظ بقطيعه بالقرب من مراكز تجميع الألبان الأربعة خاصة في فصل الصيف، وهناك مشكل الطرق أيضا بالمنطقة، فالألبان يجب أن تصل المصنع ساعات قليلة بعد جمعها من المنمين ، ولم تبذل الدولة أي جهد للتغلب على هذه المشاكل لضمان توفير الألبان بسلاسة للمصنع ( الأعلاف، الطرق، محفزات للمنمين،  .... ) واكتفت عكس ذلك بتشكيل لجان من حين لآخر، كانت آخرها لجنة شكلت برئاسة رئيس الوزراء السابق إسماعيل ولد الشيخ سيديا والتي اجتمعت أكتوير 2019 واتخذت تدابير تقنية ومالية لدعم المصنع منها رصد مبلغ مليار و 200 مليون أوقية قديمة له .
ومازال المشروع إلى اليوم يلاحقه الفشل وتحول لثقب أسود يواصل ابتلاع المال العام وعالة عليه بدل أن يكون محفزا ورافعة لاقتصاد المنطقة الشرقية، وخيبة أمل للساكنة تنضاف لخيبات كثيرة سبقتها .....

#موريتانيا_عطشانة وبلا كهرباء وبلا صحة وبلا طرق وبلا...
#الحرية_للمعتقلين