الراصد: حصلت مأساة إنسانية قبل أيام بالمدرسة العسكرية بمدينة كيفة، لا تخلو من تصنيفها جريمة قتل أو عدم اهتمام بشخص في حالة صحية خطيرة ( على الأقل ) أدى لوفاته.
عسكري ترك عياله بمدينة لعيون ( وهو أصلا من أبناء المدينة ) ليتابع دورة تكوينية بالمدرسة العسكرية بكيفة، وكان المعني يعاني من آلام في المسالك البولية ، وبعد أن بدأ الدورة التكوينية تضاعفت لديه الآلام واشتد مرضه ، وقد رفضت إدارة المدرسة إرساله لمستشفى المدينة أو رفعه للمستشفى العسكري بانواكشوط أو منحه إجازة لعلاج نفسه ، وظلت قيادته تسمح له فقط بمراجعة عيادة المدرسة حتى وصل به المرض مراحل متقدمة قرروا حينها إرساله لمستشفى كيفة " سَيِّئ الصِّيْت "، وفي قسم المسالك البولية حاول الطبيب فعل شيء واستطاع نزع مقدار 3 قنينات من البول ( أكرمكم الله ) من مسالكه البولية ثم توفي المريض بعدها مباشرة .
وكما لم تهتم قيادة المدرسة العسكرية له في حياته، فلن تهم أيضا له بعد مماته.
" بوكم مات ، وهاو كبظو جثتو " !
هكذا كان أقصى جهد قيادة المدرسة !
تم الاتصال بعائلته لتحضر من لعيون إلى كيفه لاستلام جثمانه، وهي عائلة فقيرة تقطن بضواحي لعيون ( اسرة من أهل البادية ) توفي معيلها وصارت أمها مسؤولة عن يتامى وليست بيدها حيلة .
لم يكلف قائد المدرسة نفسه عناء الصلاة على الميت ولا مواساة أسرته الضعيفة المكلومة ولا التكفل بنقل جثمان الميت، وطبعا مساعدة مالية للعائلة أقرب منها الثريا .
اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين.
اللهم فرج على الموريتانيين البسطاء .
#موريتانيا_عطشانة وبلا كهرباء وبلا صحة وبلا طرق وبلا...
من ص المدون و الناشط hacen abbe