الراصد : تكلم الرجل وقال: انا العقيد آسيما گويتا وانا رئيس اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب ." من جهة أخرى وتزامنا مع تصريحه، اعلن الإمام مامادو ديكو اعتزاله للسياسة.
وحسب مصادر إعلامية كثيرة، المتكلم الأول كان هو الرجل النافذ في الحركة الانقلابية من حيث تدبير وتنفيذ الإنقلاب على الميدان. لكنه لم يكن منتظرا بهذه الصيغة التي تكلم بها: منذ البداية كان الكولونيل مايجور إسماعيل ويگا، القائد المساعد للقوات الجوية، هو الذي يظهر دائما بوصفه الناطق باسم الانقلابيين بينما يجلس آسيما گويتا إلي يمينه. و اعتقدَ جل المراقبين أنه زعيم التمرد العسكري .. ففضلا عن حضوره الإعلامي القوي، فهو الأعلى رتبة إذ يصنف ضمن الجنرالات .
أما فيما يعني المدنيين الفاعلين على الساحة السياسية، فإن الإمام ديكو يوصف بأنه الزعيم الروحي – ويقولها عن نفسه- لحركة التذمر الواسعة المعروفة تحت أسم " M5-PR التي سيطرت على الشارع المالي منذ شهرين.. مطالبة باستقالة الرئيس إبراهيم ببكر كيتا.
ولما قام رؤساء مجموعة غرب افريقيا بوساطة لحل الأزمة ، وقف الإمام عصيا ضد خارطة الطريق التي اقترحوها، حيث كان له دور قوي في افشالها. و فعلا كان هو ابرز واجهة للزعامات السياسية للحركة. واليوم ها هو ينسحب بينما الحركة أيدت الانقلابيين وقررت التعاون معهم.
لماذا يتراجع الإمام في هذه الظرفية الحاسمة والخطيرة؟ فما هي الدوافع الحقيقية لإعلانه الاختفاء من المشهد السياسي؟ هل للأمر علاقة بخلافات داخلية شديدة يشهدها الحراك بشأن موقفه مع الإنقلابيين؟ وكذلك فإن إعلان العقيد آسيما گويتا بنفسه أنه هو زعيم الانقلابيين يثير شكوكا : لما ذا لا يتولى الكولونيل مايجور إسماعيل ويگا بث هذه الرسالة؟ هل هذا يعني أنها لسيت موضع اجماع تام بين الزمرة العسكرية؟
وأيا كانت الأجوبة، فإن هذه الأسئلة وغيرها تحمل مؤشرات على عدم استقرار الوضع السياسي في مالي وتنذر بقابليته للتدهور بشكل يخشى من ان تكون له آثار جيوسياسية واستراتيجية خطيرة على أمن البلد وأمن منطقة الساحل. وعلى موريتانيا والدول المجاورة أن تجعل لهذا الوضع وتطوراتها حسابها.