ليست فقط وسائل الدولة هي التي وضعت في خدمة مرشح النظام محمد ولد الغزواني، وإنما أيضا الدولة العميقة والدولة الشفافة برمتها هي التي وضعت في متناوله، من أجل تنفيذ الخطة “ب” للراحل-الباقي محمد ولد عبد العزيز.
هذه الخطة التي يتمسك بها هذا الأخير لأسباب لا يجهلها أي كان، سواء في داخل موريتانيا أو خارجها: حماية ممتلكاته، وتفادي أية محاسبة من طرف الشعب.
إن وضع الدولة برمتها في خدمة ولد الغزواني تفسر نمط القيادة الآلية للحملة الانتخابية لمرشح النظام، من الانطلاق إلى الوصول وحتى إعلان النتائج النهائية.
إن قيادة هذه الماكينة السياسية التي تتحرك بشق الأنفس متثاقلة، تضم بالإضافة إلى رئيس الدولة وزراء الدولة، الذين أصدرت إليهم أوامر رسمية للالتحاق بطاقم غزواني الانتخابي، وبمساهمة كبيرة من طرف كل سلطات القيادة المركزية والمحلية، والموظفين والوكلاء الكبار والصغار، وكذلك قوات الأمن والجيش بمروحياته، وكل ما في الخزانة العامة من أوقيات.. بالمختصر كل ما يخيف أو يمكنه شراء الذمم.
وعلى مرأى ومسمع الجميع تواصل ماكينة التزوير هذه أزيزها على كامل التراب الوطني، فقد تم جمع بطاقات التعريف بمجرفة عبر أياد صغيرة تشتريها من أصحابها، قصد استخدامها استخدامات شتى، سواء من أجل تحييدها وضمان عدم مشاركتها في انتخاب ولد مولود أو بيرام أو حاميدو أو ولد بوبكر، أو من أجل استخدامها مباشرة كناخبي- زومبي محتملين.
أما اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، فإنها ابتداء من الآن فصاعدا، مجرد امتداد لوزارة الداخلية، سواء على مستوى تشكيلتها أو على مستوى إدارتها القاعدية أو رئاستها، فحتى البطاقة الانتخابية بدت كلغز ويلفها غموض غير مسبوق. كل هذا بالإضافة إلى المعدات المعلوماتية المخصصة لتسيير العملية الانتخابية مكتبا مكتبا، والتي لا توجد أية رقابة عليها من طرف الفرقاء السياسيين الآخرين.
بالتأكيد، ما زالت هناك مسألة طباعة بطاقات الناخب، وهي رهان كبير، ليس فقط لأنها مكلفة ومربحة للبعض، وإنما لأنها بالأساس استراتيجية ومصيرية من جهة التزوير، وقد رأينا ذلك في الماضي، كما خبرناه في أماكن أخرى من القارة، فإلقاء نظرة على المتقدمين للمناقصة التي تم إعلانها، وكذلك طبيعة المؤسسة التي ستفوز بها ستكون نظرة مهمة وتفسر أشياء كثيرة.
بناء على ما سبق فإنه يمكننا القول إن مرشحي المعارضة يجب أن يستعدوا لنضال مشترك، حتى لا تتم سرقة نصرهم، لأنه وحده الخوف من هذا النصر هو ما يفسر كل هذه الآلة والماكينات التي تتحرك ضد إرادة الشعب، و خوفا من عهد جديد يطوي صفحة الاستبداد وأشكال التمييز ونهب أموال وثروات البلد.