كان إعلان ترشح السيد سيدي محمد ولد بوبكر هذا المساء، نفحة أمل في غيمة اليأس و الانكسار.. كان إشراقة مفاجئة في عتمة الخيبة و انسداد الأفق .. كان نفحة هواء باردة بعد سنين الجمر و التيه و التشرد و الاحتقار..
و برؤية واضحة و شجاعة لا تعتذر عن تفرسها و صدق تفترس نفوسَ الأفاكين مرارتٌه، شخص معاناة البلد بوضوح و لم يعتمد منهج الحلول السحرية و لا الترنح على حلبة "التربية الصوفية" .. لم يركب موجة القبيلة المقيتة و لا مبادرات نفاق الأطر الانتهازية و لا كرنفالات "الأعيان" الجهوية ، المتخلفة ، المتزلفة ، السخيفة ..
كان واضحا كما نحتاج و كما يستحقون .. كان دقيقا في التشخيص ، جسورا في التوصيف ، صارما في التعليل، صادقا في التبرير .. شكرًا لولد بوبكر لأنه لم يخجلنا بمناجاة حمالة الحطب ..
شكرًا له لأنه لم يحتقرنا بمداراة سارق خبزنا و مدمر وحدتنا و سبب شقائنا الأول ، الأحقر ، الأكذب.. كان هذا الخطاب فارقا في مرحلة مفصلية تحتاج تفجير أكوام الخراب بانشطار اللحظة.. حتما، سيكون لهذا الخطاب ما بعده .. و حقا، حفر به سيدي محمد ولد بوبكر مكانة في الوجدان العام بصدق يعبر عن نفسه بقوة و قوة تعبر عن نفسها بصدق .