عزيز ـ غزواني .. مدرستان مختلفتان إحداهما تعبر وتتصرف والأخرى تتصرف ولا تعبر! (قراءة تحليلية)

خميس, 31/01/2019 - 18:22

مع إعلان ولد الغزواني كمرشح للنظام بلغة ولد محم، ومرشح للعسكر بلغة الحال والواقع، حولت الرادارات صوب منطقة بومديد.

بومديد التي كانت يوما سجنا و إقامة جبرية و تغربة للمغضوب عليهم من طرف الأنظمة السابقة . بدأت أمواج المثقفين ورجال الأعمال والوجهاء والصحافة تتجه شطر من يعتقدون انه ميكائيل العشرية القادمة، بل ذهبوا أبعد من ذلك ، وشرعوا في دراسة أوراد الطريقة الصوفية الغظفية التي يعتقدون ان الرجل منضبط وملتزم بأورادها.
و إسهاما منا في تخفيف التيه ،سأحاول هنا أن أرد على بعض تساؤلاتهم الجوهرية والأساسية بتقديم بعض المعلومات السريعة عن شخصيات يبحثون عنها منذ أشهر، عل هذه المعلومات تنير لهم لياليهم القادمة، فهم يفتشون في الحواري والأزقة وبجنون عن 
تكيبره ،أي السيدة الأولى وهي مريم منت الداه،طبيبة أسنان خريجة سوريا وتدير مركزا للأطفال المصابين بالتوحد، وقد أثني بشمركة الجنرال في حقل الصحافة اليوم على “حصافتها وفصاحتها وثقافتها”، وطبعا لايعتد بكلامهم لأنهم يعتقدون بأن الرجل القادم سيخلصهم من شح السنوات الماضية وتقشف نظام ولد عبد العزيز وتمييعه لحقلهم، طبعا هم لايريدون إصلاح الحقل الإعامي بقدرما يهدفون الى إيصاد الأبواب أمام الداخلين الجدد.

أما ولد امصبوعه فأحد احتمالين: القاسم ولد اديه نجل المرحوم العقيد محمد محمود ولد الديه أو هو الطبيب أخصائي العظام محمد الأمين ولد الحريطاني،ويتحدد أيهم ولد امصبوع حسب نفوذ البنت التي ستتدخل في الشأنين السياسي والمالي.

بدر وحمزة عند الغزواني لا يطلقان الرصاص الطائش في الشوارع فيسببان أعاقة لفتاة تقضي ما تبقى لها من عمر على كرسي متحرك و لا يمارسان تفحيط السيارات فيتسببان في حوادث سير كارثية فهما عند غزواني لا زالا صغيرين لهذا سنضرب عنهم صفحا فلن يفيدا كثيرا في التقرب من الرجل .

المفارقة ان افيله هو نفس افيل عزيز لأنه ايضا خال الفتاتين بنات غزواني فغزواني كان قد تزوج في السابق شقيقة افيل و ابنت خالة عزيز وبالتالي سيحافظ افيل على لقبه…افيل باق و يتمدد

اما أهل غدته فأخبرني الثقات انهم آل ابهاه ملاك موري سانتر من أبناء عمومته ايديبسات

اما حميدته فلازال غزواني نفسه يفتش و يبحث في وسط بعيد منه عن ذلك الفني البارع الذي يعرف كيف يدخل البيت من شق ضيق في جدار ، و يسترق السمع خلف أبواب موصدة 
أما كنتيه لعل الشنقيطي المفكر الاسلامي يقوم بالدور و الذي أرسل تدوينة متفائلة يوم أمس يغازل غزواني لعله بها يكون كنتي الرجل وقلمه ومفكره.

فتشت كثيرا عن “مرخي”الرجل ، فأخبروني أن غزواني لايمارس رياضة المشي أو العدو مع المدنيين.

أسر الي أحد الصحافيين ذات يوم قائلا :الرجل سينقذ البلاد لأنه “مرابط”ومتبتل متصوف، قلت حينها إن مشكلة موريتانيا ليست في التهجي أو حفظ القرآن ولهذا فلا جديد سيضيفه بهذه الصفة.

أما الذين يعتقدون بأنه ناصر الحق بالحق كمتصوف أو “ناصر الدين” ب “كن للاله ناصرا” كمتدين، أو باعث العلم القديم كحافظ لعهد المؤسسين فهم واهمون ، إذ صحيح انه من أسرة متصوفة لكن ذلك لن يمنعه من الاقبال على الحياة والسياسة وصحيح أنه متدين ومحافظ لكن ذلك لن يمنعه كما لم يمنع سلفه من اعتبار تركة الشيخ باب ولد الشيخ سيديا رحمه الله إرثا جهويا يجب القضاء عليه بلا تأخير..

لن يغير غزواني في الأمر شيئا ،بيادق تحل محل بيادق ،وقبيلة طيبة وديعة تحل محل أخرى لتمتص كسابقاتها ماشاء لها الله من الغضب والسباب والشتائم رغم أنها هي أكبر من يتضرر من حكم ابنها.. هكذا أبناء العسكر

طبعا تحتاجون لمجلد كبير وبحث أشمل لمعرفة ول محم وول بوعماتو وول حدمين وزيدان المرحلة المقبلة.

ربما لن يغير الرجل في الجوقة الهزيلة كثيرا فقد يعتمد على نفس الأسماء وقد تعارضه ذات الأسماء، وقد يأتي بآخرين ليساندوه وغيرهم ليعارضوه، لكن ثقوا أنه لن يغير قيد أنملة من حياتنا كمواطنين، فقد يدلنا على كنوز شرق البلاد و نهاجر لها لحفر الأخاديد بحثا عن مسمار ذهب ونموت في تلك الحفر ، قد يفعل ذلك لكنه لن يقدم البلاد ولن ينصف الجياع و لا المظلومين و لن يرق للمطحونين ، سيتعامل فقط مع الطبقة المخملية المترفة ، قد لايصفع غزواني أحدنا، وقد يظهر احتراما زائدا لكبار الساسة مع احتقاره لتملقهم اياه، لكنه سيخفي احتقاره لهم كما لم يفعل صاحبه قبله، فالمدرستان تختلفان، إحداهما تعبر وتتصرف والأخرى تتصرف ولاتعبر.

ستختلف لغة خشبة المسرح لكن النص لايتغير تماما كالأبطال أما الكومبارس فقد يستبدلون في المسرحية لا جديد غير كلمات من قاموس المجاملات و المسرحية هي نفسها : عسكري مع حفنة من خلصه و مرتزقته يغدقون عليه الثناء و كل ألفاظ التزكية ثم يذهبون بعد عشر عجاف ليفسحوا المجال لمن يوفر لهم الجو الآمن لأكل حصادهم من قوتنا.. وموعدنا الصبح أليس الصبح بقريب ؟؟!!!.

الراصد/ جمال ولد بشير