مغامرات طبيب متقاعد فى سفارات الجمهورية الإسلامية الموريتانية

اثنين, 06/10/2025 - 17:39

الراصد : كتب الدبلوماسي المتميز والمستشار بسفارة موريتانيا السفير محمد كيدي التدوينة التي تنقل بالأمانة واقعا مخزيا تعيشه سفارة موريتانيا في برلين:

وصلتُ إلى برلين يوم ١٧ نوفمبر ٢٠٢٣.
توجهتُ إلى سفارتنا في اليوم التالي لوصولي بغية استلام مهامي.
استقبلتني عاملة نظافة السفارة عند مدخل ممثليتنا الديبلوماسية فى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهي شقة من أربع غرف فى ضواحي برلين.
تقع السفارة في الطابق الأول من مبنى يتكون من طابقين، يوجد فى الطابق الأرضي منه مطعم إيطالي رائج.

أُدخلتني عاملة النظافة إلى غرفة مُوزّعة عليها ثلاث طاولات. كانت هذه الغرفة مكتبًا مشتركًا بين ثلاثة مستشارين في السفارة. رُتّبت الطاولات بحيث يُمكن للمستشارين الثلاثة تبادل أطراف الحديث طوال اليوم لأنهم عاطلون عن العمل.
يوجد جهاز حاسوب بدون طابعة على كل طاولة، لكن لم تكن هناك أدوات عمل في هذه الغرفة، كرزم الورق والأقلام وغيرها.

أومأ أحد زملائي برأسه، مُشيرًا إلى طاولة، فقال لي: "سعادة المستشار" هذا مكتبك، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة. فقرأتُ "رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا" ثم ألقيت عصاي فجلست.
عادت عاملة النظافة إلى المكتب وقالت لي: "سيدي المستشار" يطلب منك السفير الحضور إلى مكتبه.
نهضتُ وتبعتها حتى إنتهيت إلى مكتب السفير، فطرقت الباب مستأذنا بالدخول؛ رحّب بي السفير ثم أشار إليّ أن أجلس.
وبعد التحية المعتادة، قال لي: "سيد كيدى"، ألمانيا هذه بلد هادئ ولا يوجد عمل فى سفارتنا.
لذا، أنصحك بالعودة إلى نواكشوط وتقبض راتبك الشهري هناك.
ثم استأنف حديثه قائلا: بالإضافة إلى ذلك، ستتمكن من رعاية مسجد والدك بما أنك ابنه الأكبر ثم أضاف قائلا:
السيد كيدى، اذهب وفكّر في الأمر ثم أخبرني عن موقفك من هذا الإقتراح.
قلت له تلقائيًا: لستُ معينا مستشارا ديبلوماسيا فى سفارتنا هنا في برلين لأمسي إماما راتبا في مسجد فى حيّ البصرة بنواكشوط.
فأشار إليّ السفير بالنهوض من الكرسي ثم أومأ إليّ بالانصراف.

مغامرات طبيب متقاعد فى سفارات الجمهورية الإسلامية الموريتانية فى أروبا.

كيدى محمد الحبيب.

يتواصل…