
الراصد : قد نُهزم في الذكاء، والبحث العلمي، وفي الاقتصاد، وفي التطور، وفي الازدهار، وفي الأخلاق وفي النظام، وفي المسلكيات الحضارية، وفي إدارة الوقت وفي الرياضة، وفي كل الميادين، لكننا في ميدان التفاهة أبطال لا نُبارى ولا نُجارى، نعتلي منصتها بجدارة ونحافظ على الصدارة.
الغوغاء التافهون عندنا لا يكتفون بالظهور ولا المشاركة، بل يتصدرون الصفوف ويعتلون المنابر في السياسة بشقَّيها الموالي والمعارض، وفي الإدارة وافي البرلمان، وفي صُنع القرار، وسائر المناصب السامية والعليا. حتى صار معيار الصعود عندنا هو الانحراف لا الاستقامة، وخفة العقل لا ثقله، وفقاعة الصراخ والنباح لا جوهر الاتزان والكفاءة.
في مستنقع التخلف، وسفح التردي، وحضيض الانحطاط، نعيش دائما ويعيش الوطن...