
الراصد : دعا اتحاد الصحفيين الأفارقة (FAJ) الحكومات الإفريقية وأرباب العمل في وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا إلى التحرك العاجل لمواجهة تصاعد العنف الرقمي ضد الصحفيات، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي صادف الثاني من نوفمبر 2025.
وأوضح الاتحاد في بيان صادر من العاصمة السنغالية دكار أن موضوع هذا العام: “العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الذكاء الاصطناعي: رفع الوعي حول العنف التكنولوجي ضد الصحفيات”
ويسلط الضوء على التهديد المتزايد الذي تمثله التكنولوجيا والأدوات الرقمية في مضايقة وإسكات الصحفيات، من خلال حملات التشهير والتهديدات والتجسس الرقمي، التي أصبحت، بحسب الاتحاد، “من أخطر الوسائل المستخدمة لإسكات صوت المرأة في الصحافة”.
وأكد البيان أن الإفلات من العقاب على هذه الجرائم يشجع المعتدين ويقوّض حرية الصحافة والمساواة بين الجنسين في القارة، مشيرًا إلى أن الفضاء الرقمي تحول إلى “امتداد لمخاطر العمل الميداني”، وأن العنف عبر الإنترنت هو “عنف حقيقي يخلّف أضرارًا نفسية ومهنية وجسدية لا يمكن تجاهلها”.
وحث الاتحاد الحكومات الإفريقية على سنّ وتطبيق قوانين تجرّم العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر التكنولوجيا، وتعزيز قدرات الشرطة والقضاء في التعامل مع الأدلة الرقمية، وضمان محاسبة المعتدين على الصحفيين، سواء عبر الإنترنت أو خارجه.
كما دعا المؤسسات الإعلامية إلى تبنّي سياسات حساسة للنوع الاجتماعي وتوفير آليات آمنة وسرية للتبليغ والدعم النفسي، معتبرًا أن حماية الصحفيات “مسؤولية جماعية وليست فردية”.
وفي السياق ذاته، طالب الاتحاد شركات التكنولوجيا بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية في حماية الصحفيات من الإساءة الرقمية، عبر الرقابة على المحتوى، وإزالة المواد المسيئة بسرعة، والتعاون مع سلطات التحقيق عند وجود تهديدات جدّية.
وقال رئيس الاتحاد عمر فاروق عثمان: “عندما تُطارد الصحفية أو تُهدد أو تُسكت خوفًا من الفضيحة، يجب ألا تكون العدالة اختيارية”، مؤكدًا أن الإفلات من العقاب “لا يُهين كرامة الصحفيات فحسب، بل يُقوّض الحق الجماعي في الوصول إلى المعلومات”.
واختتم الاتحاد بيانه بالتأكيد على التزامه بحماية الصحفيات من كل أشكال العنف، داخل غرف الأخبار أو عبر الفضاء الرقمي، مجددًا تضامنه مع الصحفيات في جميع أنحاء القارة وداعيًا إلى المساءلة والعدالة وإنهاء أنماط القمع التي تستهدف النساء العاملات في الصحافة الإفريقية.
