
الراصد : في بلد عرف بلقب المليون شاعر وشاعرة ،يقام كل عام في إحدى المدن الأربع( شنقيط، وادان، تشيت، ولاتة)
يدار المهرجان بطريقة بدائية ،ومفاتيح العبور فيه إلى منصته بطابعها الفوضوي، مرهون بان يكون له حظوة لدى شعبة الإنتظار في مختبرات وزارة الثقافة ، و دهاليزها،
و لكم أن تتخيلوا فظاعة الزج بأسماء ذات الصيت الطاغي في عالم الشعر، و الأدب وطنيا و عربيا في مؤخرة الركب من ليالي المهرجان الهزيل المحتوى ،البعيد من مضمون المدن الزاخرة بالتاريخ الكثير .
صعب جدا ان نفهم أساليب التجاهل لأسماء وازنة ،في مهرجان حق لها الحضور فيه و كأن للامبالاة سنة ثابتة في برنامج هذا المهرجان .
و من بين هذه الأسماء، إسم رجل تولى مقعد وزير الثقافة والإعلام سابقا بالبلد و خارجه ، معروف برزانته،، و غزارة عطائه بزغ نجمه منذ عشرات السنين خطيبا ومعلما للأجيال.
إنه الشاعر ،و الوزير و الشخصية العلمية معلومة، في شرق، و جنوب ،و شمال، و غرب موريتانيا، و سفيرا للكلمة في عديد المنتديات الأدبية ،و الفكرية في الوطن العربي الأستاذ الشاعر عبدالله السالم ولد المعلى
و ليس الوحيد الذي كسرت هيبته في هذه الطبعة من المهرجان، فهناك أسماء لعدة شعراء، و شاعرات ومؤرخين، و سيدات برزن في علم الحضارات و الأعلام، و الطب، و البحث الأكاديمي ،و في شتى المجالات الأخرى ،و أدباء أفذاذ ، ظلموا دون وجه حق، حين تم تأخيرهم في جدول برنامج مهرجان مدائن التراث، منذ انطلاقته إلى اليوم .
و هنا ظهرت الغرابة في رسم مسار سهرات المهرجان ، كما اتضح جليا ،أن سيطرة العشوائية تسكن مفاصله...
و يعد هذا التصرف تقزيما لا أخلاقيا يدينه كل شخص، يحترم القامات الثقافية ،والفنية والعلمية، ويحترم الذوق الأدبي الراقي، والحضور الفني الرائع ، والعطاء العلمي الكبير ،
إن هؤلاء هم الذين يستحقون الولوج أولا إلى المنصة، لتقديم مشاركاتهم، وإسهاماتهم، وبعدهم تتوالى الأسماء في الظهور .
ومن مظاهر التغريب القبيح ، في مدائن التراث بنسخة وادان الرابعة عشرة ، إقصاء الصحافة المستقلة ، وهذا في حد ذاته تراجع خطير في حرية التعبير ،ومحاولة مكشوفة لتغييب الرأي المستقل الذي تمثله الصحافة المستقلة .
و الصحافة المستقلة ،في كل بقاع العالم ،هي سلاح من العيار الثقيل و الفتاك ،الذي تحتاجه البلاد اليوم ، في مواجهة العصابات المسلحة،و تسليط الضوء علي التوترات المنشرة إقليميا و دوليا، و تحليل تأثير المشاكل المتصاعدة على حدودنا .
كما أن منح الصحافة الحرة حقها ،في تغطية المهرجان، هو نجاح بإمتياز ،يكتب للمهرجان قبل كل شيئ.
و لا ننسي أيضا، أن نسخة وادان بلا ملح هذا العام ، نظرا لغياب بعض الاسماء المعروفة، من الممثلين الكوميديين عن منصته و هذه خسارة كبيرة للمهرجان ،
و من المؤسف جدا، أن تكون نسخة وادان هذه السنة ،تصنف من بين أسوء النسخ منذ انطلاقة المهرجان
تحياتي
محمد سالم ولد خليه
