
الراصد : شهدت جامعة نواكشوط في الضاحية الشمالية للعاصمة، الخميس، تنظيم انتخابات داخلية للاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا اتخذت من الساحات البَينية وأقبية مؤسسات الجامعة أماكن لمكاتب تصويت الطلبة.
وبالتزامن مع فعاليات الاقتراع احتج عدد من طلبة كلية العلوم والتقنيات أمام الباب الرئيس للكلية، مقر الرئاسة، حيث استدعي ثلاثة من طلاب الكلية في وقت سابق للمثول أمام المجلس التأديبي للجامعة أمس الأربعاء.
أبواب موصدة
الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا أصدر ظهيرة الخميس بلاغا مقتضبا قال فيه إن مسار انتخاباته الداخلية يسير بشكل معتاد رغم استدعاء قوى الأمن، ومحاولة منعه من إدخال صناديق الاقتراع للمؤسسات.
وفي وقفة دعا لها رؤساء أقسام كلية العلوم والتقنيات، حُصر تقدم المشاركين فيها من الطلبة عند بوابة الكلية الموصدة، مرددين شعارات تستنكر ما وصفه الطلاب بالاستهانة بالطلاب ومستقبلهم الدراسي، ومناصرة للطلبة الماثلين أمام المجلس التأديبي للكلية.
"مشاركة والتفاف"
وعلى لسان عضو مكتبه التنفيذي المستدعى لمجلس التأديب محمد الهاشمي، وصف الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا مستوى مشاركة الطلاب في الانتخابات المقامة في ظل "عسكرة للجامعة" بالواسع والمؤكد على التفاف الطلاب حول خيار الاتحاد.
وقال ولد الهاشمي إن الانتخابات التي تجرى مرحلتها الحالية في كليتين ومعهد بجامعة نواكشوط ومعهد المحاسبة ومدرسة الصحة العمومية؛ تمثل شرعية الاتحاد ومن خلالها تُجدد هياكله، لذلك أصر على تنظيمها رغم الظروف القائمة.
وفي وقت سابق من مساء الخميس أعلن الاتحاد الوطني أن نسبة المشاركة النهائية في الاقتراع المنظم اليوم وصلت 49،54%، بتصويت 2817 طالبا، من مجموع مسجلين بلغ 5887.
"تأديب النقابة"
ووصف ولد الهاشمي في تصريح لوكالة الأخبار، التهم الموجهة إليه واثنين من رفاقه من قبل مجلس تأديب الجامعة بعدم الانفكاك عن ممارستهم لحقوقهم النقابية في الدفاع عن الطلاب ومصالحهم.
وأضاف الهاشمي أن عدم رضاهم عن إلزامَ الطلاب بإحضار بطاقة الطالب لولوج الحرم الجامعي بشكل فجائي، وفي ظل عدم توفرها لدى الطلبة، وتفتيشهم إجباريا، والوقوف ضد عسكرة الجامعة؛ كان السبب في استدعائه ورفيقيه للمجلس التأديبي.
وشدد ولد الهاشمي على استمرار رفض الاتحاد للتضييق على الحريات في الجامعة، مضيفا أن الفضاء الجامعي "ينبغي أن يظل حرا للإبداع والتميز وممارسة العمل النقابي".
"تصحيح الوضعية"
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العالمي قد طالبت ثلاث نقابات طلابية بتصحيح وضعيتها القانونية، موجهة مؤسسات التعليم العالي التابعة لها بعدم التعامل معها حتى ذلك الحين.
وأسست الوزارة قرارها على المادة: 69 من قانون الجمعيات والهيئات، وفيما استجاب الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين UGEM لدعوة الوزارة، احتج الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا UNEM بشرعية ترخيصه الصادر عن وزارة العدل، بصفته اتحادا طلابيا، في حين لم تتفاعل النقابة الوطنية للطلاب الموريتانيين SNEM إعلاميا، مع قرار الوزارة إيجابا أو سلبا.
وبالتزامن مع قرارها بوقف التعامل مع النقابات الطلابية ما لم تصحح وضعيتها وفقا لقانون الجمعيات الصادر 2021، قررت الوزارة إلغاء نتائج الانتخابات الطلابية المنظمة أخيرا لاختيار ممثلي الطلاب في مجالس الجامعة وكلياتها الإدارية والتروبوية.