موريتانيا لن تقع في فخ التحالفات الماكرة

خميس, 20/04/2023 - 15:21

الراصد: لن تقدم موريتانيا للناتو أكثر ماقدمت له تركيا وهي صاحبة أكبر مساهمة بالقوة البشرية فيه بعد آمريكا.
فأولوية واشنطن والناتو هي سقوط أوردوكان وإنهاك الاقتصاد التركي.

ولن تقدم موريتانا لدول الخليج والناتو أكثر ما قدمت لهم مصر ؛ لقد حولوها إلى ميدان للصراع الخليجي الخليجي الذي امتدت آثاره المدمرة إلى اليمن والسودان وتونس وليبيا ؛ ودول جنوب الصحراء ؛ ويحاول التسلل إلى موريتانيا.

مصر تحت حصار مالي خليجي وصل إلى العمالة المصرية في دول الخليج ؛ ودول الخليج ذاتها تعيد رسم علاقاتها بصورة سريعة تتقلب فيها أقصى المواقف اليمينية إلى ضدها والتنافس الاقتصادي والسياسي بينها بلغ عد العداء!
ويتوقع البنك الدولي أن دول الخليج ستضطر للاقتراض منه في غضون 15 أو 20سنة لأنها ستعاني تراجعا شديدا لمداخيلها المالية ؛ وتعاني ودائعها واستثماراتها في الغرب خطرا يتنامى بصعود اليمين الصهيوني في واشنطن ولندن وباريس وبرلين .

ولاشك أن القرار السياسي السعودي باتخاذ مسافة مناورة سيادية بعيدا عن اللعبة الآمريكية في الشرق الأوسط قرار حكيم ؛ فقد استثمرت امريكا طويلا في الفزاعة الإيرانية لابتزاز دول الخليج بالغول الإيراني ؛ ذلك الغول الذي صنع وطور أسلحته النوعية تحت عين آمريكا وتلابيب ؛ وجنى غلة كل حروب الخليج بمباركة آمريكية.

السعودية بقرار بناء الثقة مع طهران تستعيد كل الأوراق التي خسرتها لصالح إيران ؛ الحوثيون واليمن ؛ والمقاومة الإسلامية في غزة ؛ ولبنان الذي سيتحول فيه حزب إيران إلى صديق للرياض بأمر من طهران ؛ وستمسك خيوط سوريا المتناثرة بين أكثر من عنوان ؛ ولم تعد تركيا وحدها هي صاحبة بطاقة اللعب في الشمال السوري السني .

لقد أحسن الأمير محمد بن سلمان في قراره وأبان عن رؤية سياسية واعية يقلص بها الأخطار المحدقة بالمملكه ؛ ويسجل حضورا فاعلا في الشرق الأوسط يبدو العرب والمسلمون بحاجة له .
في موريتانيا لم نكن بعيدين من شظايا حروب الشرق الأوسط ومتاهات دبلوماسيته.

والآن يتجه الفرقاء الشرق أوسطيون جميعا نحو موريتانيا ؛ بمافيهم الناتو
فكيف نصنع معهم مصالحنا ونتقي فخاخهم القاتلة؟
هم يريدون من موريتانيا مصالح محددة.
1استغلال موقعها الاستراتجي في إطار الصراع العالمي المتولد من المواجهة في أوكرانيا وكبح التمدد الروسي في الحديقة الفرنسية سابقا في دول جنوب الصحراء

2 وضع اليد على منطقة بكر تحتوي على 20%من مصادر الطاقة ؛ و30%من احتياط ذهب العالم و40%من الاحتياط العالمي المستكشف وغير المستكشف من المعادن النفيسة بما فيها اليورانيوم عالي الجودة.

وعلى شواطئ موريتانيا دفق هائل للغاز هو الأقرب إلى أوروبا .

وتصلح موريتانيا كدولة مقر للمهاجرين من الجنوب إلى الشمال ؛ فلماذا لاتكون فرصة لضرب عصفورين بحجر الهجرة الإفريقية .

وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا

وتحقيق مشروع طمس الهوية الإسلامية والعربية فيها .

ثم إن خطوط تهريب الكوكايين من آمريكا اللاتينية نحو الشرق الأوسط يمر فرع منه بشمال موريتانيا وفرع متجه إلى أوروبا كذلك.

وسيخدم تواجد الناتو بموريتانيا مشروع تطويق الجزائر وعزلها ؛ لتكون بين كماشة التحالف الصهيوني المغربي غربا وتحالف للناتو وبعض دول الخليج جنوبا ؛ ومحاطة بدولتين تتجهان للفشل هما تونس وليبيا
فهل من مصلحتنا في موريتانيا الانخراط في مشروع كهذا؟

تسلل آخر لابد أن نحسب له ألف حساب ؛ فالدول الخليجية لاتنفق المال السياسي عبثا ؛ لقد تعلموا ذلك من هدر أموالهم في تمويل حروب آمريكا ولم يعودوا مستعدين لإنفاق دولار واحد دون مقابل؛ لذلك ستكون هناك عروض مغرية لموريتانيا لتسييل حصص الحكومة من عائدات الغاز مسبقا لتتولى بعض تلك الدول اللعب ببطاقة غازنا مع الغرب.
إن علينا أن نتعامل بحذر شديد مع الدول الصديقة والشقيقه حتى لاتصنع منا يمنا آخر أو سودان آخر أو تونس أخرى أو ليبيا أو سوريا أو العراق .
ثم إن الناتو لايحتاج قاعدة برية في موريتانيا ولا في دول جنوب الصحراء ؛ فالمدى العملياتي لطائراته وصواريخه يغطي المنطقة كلها من قواعده الأوروبية وحاملاته في الأطلسي والأبيض المتوسط.

فلماذا فكرة القواعد البرية الثابتة في الإقليم ؟
إن أي تواجد للناتو في بلدنا يعني أمرين هما
فقدان سيادتنا الوطنية
وفقدان قدرة الردع ضد المشاريع التي تستهدف بلدنا وثوابته وحق شعبه في حياة كريمة آمنة.
كنا ننتظر من الأشقاء الخليجيين أن يأتوا إلينا كشركاء مستثمرين في ما نملك من ثروات هائلة نتقاسم معهم ريعها لا أن يأتي بعضهم كفرقة استطلاع للناتو وتلابيب.

دعوا موريتانيا بسلام

الباحث الاستراتيجي
عبد الله ولد بونا