المدرسة الجمهورية شيئ و الواقع شيئ آخر

سبت, 15/10/2022 - 12:50

الراصد: كتبت المعلمة  بنت وهب بلال رمظان 

#حضر اليوم 14 تلميذا،وبعد التعارف ومعركة نفض الغبار عن الطاولات أرسلت أحدهم ليحضر لي الطباشير،فعاد حاملا ربع طبشور أبيض اللون من أرشيف العام الماضي.
لم أجد كتابا ولا مسطرة،فاتخذت من قطعة خشب سقطت من إحدى الطاولات مسطرة،ثُمَّ ارتجلت نصا قصيرا حسب حجم الطبشور من أجل تقويم التلاميذ في القراءة.

قيل إن قرارا صدر بمنع المدرسين من استخدام الهاتف في الفصول،شخصيا لا أعارض هذا القرار،فلا ينبغي للمدرس أن يستغل وقت الدرس في أشياء لا تفيد التلاميذ.
لكن في ظل غياب الكتب الورقية عن المدرسة سيجد المدرس نفسه مضطرا لتنزيل الكتب الالكترونية من هاتفه،ومن ثَمَّ استخدام الهاتف في الفصل -أحيانا- خاصة في دروس القراءة.

أنا أعجز حاليا عن شراء أربعة كتب أُحَضّر منها الدروس بمبلغ 6000 أوقية قديمة،فما بال أسرة لها أكثر من تلميذ يدرس في المدرسة؟!

إن المدرسة الجمهورية ستبقى أضغاث أحلام إذا لم تتوفر الوسائل المناسبة لتجسيدها على أرض الواقع.