الراصد: تباينت ردود القوى السياسية في السودان تجاه كلمة محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع التي قال فيها إنه ورئيس المجلس عبد الفتاح البرهان قررا بصورة صادقة ترك أمر الحكم للمدنيين وإن القوات النظامية ستتفرغ لأداء مهامها وفق الدستور والقانون.
وتفاوتت الردود بين الترحيب باعتبار خطاب حميدتي يعكس جدية المؤسسة العسكرية في تسليم السلطة للمدنيين، وبين من وصفه بالخديعة والأكذوبة وذر الرماد في العيون ولا يحمل جديدا.
وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر إن بيان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يخاطب مطالب القوى السياسية في حكم مدني، ويعيد الجيش لدوره الأساسي في حماية الوطن.
من جانبه قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير- مجموعة التوافق الوطني محمد زكريا في تصريح للجزيرة إن البيان جاء معضدا لخطاب البرهان وليؤكد أن المؤسسة العسكرية جادة في تسليمها السلطة للمدنيين، وأنها حريصة على اتفاقية السلام.
بدوره وصف المتحدث باسم الحزب الشيوعي في السودان فتحي الفضل -في تصريح هاتفي للجزيرة- حديث حميدتي بأنه خديعة وذر للرماد في العيون.
أما الناطق باسم تجمع المهنيين السودانيين الوليد علي فرأى أن بيان حميدتي لا يحمل جديدا، ويأتي استكمالا لبيان البرهان في الرابع من يوليو/تموز الجاري.
وأشار علي إلى أن الحديث عن الابتعاد عن السلطة ليس سوى أكذوبة، لأن جنرالات الجيش يسيطرون على مفاتيح الدولة والسلطة الحقيقية، وفقا لتعبيره.
بيان حميدتي
وفي بيان مساء أول أمس الجمعة، قال حميدتي "قررنا سويا إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية بأن يتحاوروا ويتوافقوا دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية".
ودعا كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي.
كما دعا من وصفهم بـ"الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية" للتكاتف والانتباه للمخاطر التي تواجه البلاد، والوصول لحلول سياسية عاجلة وناجعة لأزمات الوطن الحالية.
وأكد أنه قد حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي والذي لن يربح فيه أحد غير أعداء هذا الوطن ومن يتربصون به شرا، حسب تعبيره.
وأضاف أنه يراقب ويعلم "تماما المخططات الداخلية والخارجية التي تتربص بالبلاد"، وأن السودان يمر حاليا بأزمات هي الأخطر في تاريخه الوطني الحديث، وتهدد وحدته وسلامته وأمنه ونسيجه الاجتماعي.
وشدد على أن "انتشار الصراعات القبلية على امتداد البلاد وإراقة الدماء دون مراعاة حرمة النفس التي حرم الله المساس بها، وتعالي أصوات الكراهية والعنصرية ستقود بلادنا حتما للانهيار، وهو ما لن نكون جزءا منه ولن نصمت أو نسكت إطلاقاً عن كل من يهدد هذه البلاد وإنسانها".
وجدد التأكيد على التزامه التام بالعمل من أجل حماية أهداف الثورة، وحماية المرحلة الانتقالية حتى تقود لتحول ديمقراطي حقيقي وانتخابات حرة ونزيهة.