نواذيبو في ميزان الحقيقة...

خميس, 26/05/2022 - 10:24

الراصد: لا يستطيع أحد إنكار أن هذه الفترة من اصعب الفترات واسوءها على جميع الأصعدة،  
الفساد لم يعد هو تلك النقطة السوداء التي يجب أن يسلط عليها الضوء ، فالنفاق اصبح هو العنوان العريض الذي تستظل تحته المعاناة وتستتر به قوى الظلام والرجعية .

هنا نواذيبو مدينة التجارب و استنزاف الضمائر و المبادئ قبل الثروات 
هنا نواذيبو حيث لا توجد ابسط مقومات الحياة 
التعليم منهار بفعل سوء التسيير و المتاجرة بالمناهج عبر خلق الطبقية بين الفقراء بعد ان كانوا يتشاركون خط الصفر .
الصحة منظومة منهارة بفعل التجاذبات السياسة و تصفية الحسابات و هيمنة البعض و ردائة البنية التحتية ونقص حاد في الاطقم البشرية والمعدات الطبية 
الثروة السمكية تشهد أسوء سنواتها وتكاد تنضاف إلى جدول الاندثار بعدما عاثت فيها مخالب المفسدين و بطشت فيها أساطيل الاجانب  .
المياه شبه منعدمة و إنتاج الفواتير الضخمة أكثر من توزيع الطاقة  الكهربائية 
القمامة  في كل الأزقة والشوارع وبين البيوت ومليارات تنفق على شركات لا تراى بالعين المجردة. 

الجريمة منتشرة و تجارة المخدرات رائجة بين صفوف الشباب اليافعين والأمن أكثر حرصا على متابعة العالم الافتراضي من الواقع المزري الخطير .

الشباب منقسم بين الخانع الأصم الابكم أو ذاك الثرثار المحاصر الذي لا حق له في الوجود.

غلاء الأسعار يعصف بالجميع ويضع المواطن على حافة الانهيار المعنوي والمادي،  فلا يجد سبيلا للتعبير وسط نعيق المنافقين والملمعين.

الثقافة والسياحة و الرياضة مرادفات وهمية  في عالم من الاشباح تعشق أطيافه  التراجيديا و تعتنق البؤس بعدما  يأست من السعادة ومشتقاتها.

المحسوبية والزبونية تتحكم في كل شيئ والتملق اصبح شهادة عليا معتمدة في جميع الدوائر.

حرية التعبير و الديمقراطية عبارات ك ( الطلاق) لا يجوز فيهما الجد ولا اللعب .

المنتخبون من عمد ونواب ورؤساء الجهة (  يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ) 

المنطقة الحرة مشروع ميت محنط بفعل التعنت على الفشل ومواصلة الخسارة .

التلوث البيئي وخطر السموم  ملفوف بمصالح البارونات و أرباح الشركات.

 كل هذا لا زالت نواذيبو الشاحبة المنهكة تتزين بالاوهام و ترجو الأمل  رغم ما تعيشه من حسرة و ألم.

 

.