الراصد: ( يقول المفكر ( ماريو إن التاريخ لايسير سيرا تدريجيا ، و إنما يسير على قفزات .)
إن الطفرة التي خلقها الفكر الإيروي هي القفزة في تاريخ هذه الأمة ، لما يحمله من حلول واقعية من أجل مستقبل تحل فيه ثقافة الشرف و الإخاء و العدالة محل هذا الواقع المزري الذي سمته الركود الاقتصادي و التعثر في القرارات و التأخر إقليميا ، و من ما لاشك فيه أننا اليوم نقف عند نقطة انتقالية تشريع منظمة إيرا الحقوقية و حزب الرك السياسي .
لهذه النقطة التاريخية مسببات متعددة الحكمة في التعاطي مع قوة الطرح المبني على الخروج من الواقع المر المعاش و ما يحمله من أمل لكل مواطن يحلم بغد أفضل ، من خلال العدالة و مراجعة الاتفاقيات المجففة بحق الموارد الناضبة كالذهب ، النحاس ، البترول ، الغاز ... و المتجددة كالسمك .... مع الترسانة الكبيرة من الأهداف الحقوقية كالتعليم ( المدرسة الجمهورية) و الفصل بين السلطات و حق النقد و التظاهر و التعبير .... إلخ.
الواقع علمنا جميعا حقيقة جوهرية واحدة تكمن في صميم العمل السياسي و الحقوقي ، ألا وهي أننا أكثر أتحادا من ما يظن البعض من المتمصلحين الذين يتمتعون اليوم بمراكز قيادية تمكنهم من تنفيذ أجندة لا تراعي مصلحة الأمة .
إن حجم و ثراء العطاء و قدرة المواطن الموريتاني على الاستشراف تجعل من ثقافة السمع والطاعة ، مرحلة متجاوزة و بكل ما تحمله من أبعاد على الجميع فهم ذلك ، و لاكن نحن اليوم في حاجة ماسة إلى ما يشبع العين لا الأذن التي فاضت ( بسوف ، نحن على أمل أن ، دشن ، عاكفون على ....إلخ ).
إن العين مع ما أصابها من وحشة و ضياع في صحراء شاسعة تبحث عن إنجاز أو بناء أو حتى أثر قدم حتى و لو كان سراب . لقد أضطهدنا العين لنروي الأذن .
إن الأمية و القهر السياسي و الخرافة هي عيوب و ظواهر عارضة في المجتمع و ليست مكونات أساسية له . و بما أن الظاهرة هي حدث سائد عام فإن العوارض هي صفات متنحية . الخطر هنا أن الساسة في البلد يجيدون الأعذار و الكلام و يطلقون العنان له ، ليبقى الأمل عندنا و المطلب أن تكون هي أيضا صيفية و أفعال تطمحل و تتلاشى تحت المطالب و أمال المواطنين ،
أقول الوطن يسع الجميع ، و موريتانيا في حاجة لكل مواطنيها..
مكي و لد عبد الل
عضو و ناشط في الحركة الإنبعاثية إيرا
أنواذيب بتاريخ 09/03/2022