عن الولاية، الصلاح، , الجذب في ساب استان...

أحد, 05/12/2021 - 12:09

الراصد: ظهرت في انجلترا منذ القرون الوسطى طبقة تسمى "طبقة النبلاء" و هم ملاك الأراضي الشاسعة وأصحاب الحظوات والأتباع...وهذه الطبقة تنقسم إلى خمس طبقات هي من الأعلا إلى الأسفل : (لورد / ليدي (للمرأة)،دوق/دوقة،ماركيز/ماركيزة ، كونت/كونتيسة،بارون/بارونة ) .
يُختار أعضاء مجلس اللوردات من طبقة النبلاء المكونة من اللوردات الروحانيين واللوردات الدنيويين !(تذكروا مجلس الشيوخ الموريتاني المنحل!). 
يبلغ عدد اللوردات الروحانيين 26 بين رؤساء للأساقفة وأساقفة في كنيسة إنجلترا الرسمية للدولة (العدد عندنا أكبر بحمد الله ). 
أما اللوردات الدنيويين من النبلاء مدى الحياة، فيشملون أيضًا النبلاء بالوراثة !!.
فهل من أوجه شبه بين طبقتي النبلاء الروحانيين والدنيويين في إنجلترا وما عليه الحال عندنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية (ساب استان) ؟.
نعم ، إن الصورة تكاد تكون صورة كربونية !... فطبقة النبلاء الروحانيين تقابلها عندنا طبقة (الأولياء والصالحين والمجاذب والأوتاد والزهاد و هي حصريا من نصيب  مكونة كريمة واحدة )...إن هذه المكونة تحتكر هذه الألقاب ولا تقبل من ينازعها فيها ، حتى الجنون الحقيقي لا يمنع  من نيل لقب "الصالح" أو "الولي" ، بل قد يشكل الجنون والطيش أقوى علامات الصلاح أو الولاية في عرف الولاية والصلاح عندنا .. فهل من مدكر  ؟! .
أما طبقة النبلاء الدنيويين فتقابلها مكونة كريمة  من مكونات شعبنا  تحتكر لنفسها ،هي الأخرى، قيم (القوة والشجاعة والفروسية والمروءة.. ) ولا تقبل من ينازعها فيها و هي تتوارث هذه القيم والمعاني سواء كان الخلف صالحا أو طالحا .
أما بقية المجتمع الموريتاني فهو كبقية المجتمع الإنجليزي لا مطمع له بحمل تلك الألقاب والقيم والمعاني  إلا أن الفارق بيننا وبينهم أن هذه الألقاب باتت عند الإنجليز  مجرد ألقاب صورية أو شرفية لا تقدم ولا تؤخر ولا يستصحب حاملوها أي عنتريات أو امتيازات في الشارع أو في أروقة القضاء أو أمام  شبابيك فرص التشغيل أو الولوج إلى المناصب السامية ... عكس ما عليه الحال عندنا .
 أن الإسلام قد وضع معايير  مغايرة تماما بل إنها مصادمة لهذا الواقع والتوصيفات الجاهلية المريضة والملتبسة  وغير السوية ولا المنطقية ...فالصلاح والولاية والتقى... تقوم على أسس حسن العلاقة مع الله تعالى في الظاهر و في الخفاء ومع الناس كذلك ،و هي منزلة تعبدية كسبية لا يورثها حتى الأنبياء لأبنائهم (إبني آدم ونوح عليهما السلام ) ، وقد يكون العبد في أعين الناس صالحا أو وليا وهو في السماء طالحا فاجرا مرائيا  و العكس صحيح تماما : (رب أشعث أغبر ذو طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) .. (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعافبة للمتقين ) ... أما الشجاعة والفروسية والكرم ... فهي الاخرى أمور و مهارات كسبية تنال بالدربة والممارسة ولا تحملها الجينات أو لكروزومات ... فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم .
ولله الامر من قبل ومن بعد ، و عند الله تجتمع الخصوم.  

21⟨   __ إن أكرمكم عند الله أتقاكم  __  ⟩  20