الراصد: أعلنت شخصيات في مقاطعة تيارت شمال نواكشوط وبالذات منطقة المشروع H8 و i4 ، عن تضرر حي بالكامل من محاولة متنفذين احتلال شارع عمومي يمر وسط الحي.
وكان وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، سيد أحمد ولد محمد،قد قال أمس الأربعاء في تعليقه على اجتماع مجلس الوزراء إن انواكشوط تعاني من المضاربات العقارية.
وجاء في شكاية وجهها السكان المعنيون إلى والي ولاية انواكشوط الشمالية إنهم يطالبون السلطات ” بحماية المنطقة من عصابة تمتهن احتلال الأراضي”.
وأوضحت الشكاية أن المعنيين قاموا ” باحتلال شارعين كبيرين احدهما بعرض 40 م والآخر بعرض 20 م مع التخطيط لاحتلال مساحات خدمية بالمنطقة، ضاربين عرض الحائط بهيبة الدولة وقوانينها و متحدين لكل الأجهزة العمومية المعنية بالقضايا العقارية (وزارات الداخلية و الإسكان و المالية).
وأضافت الشكاية أن من قاموا بهذا العمل “مستهزئين قولا وعملا بالتوجيهات السامية الواضحة لرئيس الجمهورية بالحسم النهائي والقضاء المبرم على الممارسات البائدة في المجال العقاري”.
نص الشكاية:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى السيد والي منطقة نواكشوط المحترم
بواسطة السلم الإداري
الموضوع: شكاية من عصابة قامت باحتلال شوارع عمومية
يطيب لنا نحن ممثلو السكان القاطنين في منطقة المشروع ( H8 و i4) أن نتقدم إليكم بهذه الشكاية لحماية المنطقة من عصابة تمتهن احتلال الأراضي والتي قام هؤلاء عن قصد ومع سبق إصرار وترصد باحتلال شارعين كبيرين احدهما بعرض 40 م والآخر بعرض 20 م مع التخطيط لاحتلال مساحات خدمية بالمنطقة، ضاربين عرض الحائط بهيبة الدولة وقوانينها و متحدين لكل الأجهزة العمومية المعنية بالقضايا العقارية (وزارات الداخلية و الإسكان و المالية) ومستهزئين قولا وعملا بتوجيهات النظام بالحسم النهائي والقضاء المبرم على الممارسات البائدة في المجال العقاري، ومشجعين لغيرهم على تحدي السلطات العمومية و فاتحين بذلك الباب واسعا لغيرهم لمحاكاتهم مما سيفتح الباب لفوضى سيكون من الصعب توقع ما يمكن ان ينجم عنها من مخاطر.
إننا نحن ممثلي سكان المنطقة بعد أن قمنا بالاتصال بكل الجهات المعنية المباشرة تبين لنا أن هؤلاء النافذين يبدون أقوى من الجميع، وهم يتحدون وبشكل يومي كل القرارات والاجراءات الإدارية المتخذة ضدهم من كل الجهات المعنية (المقاطعة- الرقابة الحضرية، وزارة الإسكان) وقد نتج عن هذا التحدي واقع ملموس لم يعد بالإمكان السكوت عنه ولا التغطية عليه وهو ما جعلنا نتوجه إليكم لوقف هذه الفضيحة المكشوفة والمهزلة المبكية، وأملنا أن نجد عندكم ما يثبت قوة الدولة و هيبتها بعد ان عبرت كل الجهات المعنية الأخرى وبشكل صريح عن العجز عن مواجهة “قراصنة البر”. ونود بهذه المناسبة اأن نلفت انتباهكم إلى مجموعة من الملاحظات نراها ضرورية :
أولا: لقد قام المعنيون باحتلال الشارع المنطلق من C5 مرورا بأحياء K و jو H8 و I4 هو بعرض 40 مترا وهو المنفذ الوحيد لمنطقتي (H2, H1 , H8 ، G9) إلى الطريق الرئيسي (طرق الصكوك) مما يعني أن كل هذه المناطق ستعاني من عزلة قاتلة بعد ان كانت مفتوحة على بقية المقاطعة فضلا عن ما سيترتب على ذلك من ‘ نهيار لأسعار الأراضي التي اشتراها أصحابها وبنوها على أساس أنها مفتوحة على هذا الشارع الكبير.
ثانيا: كما قاموا باحتلال الشارع المنطلق من امكيزيرة 3 والمتجه غربا إلى تفرغ زينة بموازاة شارع الصكوك والمار بأحياء F5 و F6 و F7 و F8و I1 و H4 و H8 و I3 وهو بعرض 20 مترا وقد أدى احتلاله إلى نفس النتائج الكارثية لاحتلال الشارع السابق
ثالثا: لقد أدت التعديات على هذين الشارعين إلى البناء فوق أنبوب المياه الرئيسي في المنطقة (بقطر 160 مم) والذي يزود ألأحياء المذكور أعلاه بالمياه من الخزان الرئيسي لمقاطعة تيارت.
رابعا: شرع المعنينون في تنفيذ مخطط وهمي يفسد واقع المنطقة ويتناقض مع كل المخططات السابقة، ويعطل كل المخططات الخدمية بالمنطقة (المياه والكهرباء والنقل)
خامسا: يتبين من ممارسات المعنيين أنهم يسعون لتشريع كل المساحات الموجودة في المنطقة وخصوصا تلك القريبة من الشوارع التي احتلوها.
السيد الوالي:
لا نخفيكم أن الكثيرين من سكان المنطقة يرون ان هناك تواطؤا من طرف السلطات المحلية مع هذه المجموعة، فالسكان لا يجدون تفسيرا منطقيا للسماح لهؤلاء جهارا نهارا باغتصاب شوارع عمومية على مرآى ومسمع من كل السلطات المعنية في الوقت الذي يتم فيه تكسير المباني على الفقراء في الكزرات لفتح شوارع للخدمات العمومية ، خصوصا وان الجهات الفنية قد عبرت عن رفضها لهذه الممارسة من خلال وضع العلامات الحمراء المخصصة على هذه المباني دون ان تجد من ينفذ اوامرها بالإزالة. واملنا كبير في أن تتدخلوا لاعادة الاعتبار للدولة وتطبيق القانون وردع كل من يتحدى التوجيهات السامية ويختبر الإرادة الحازمة لأعلى سلطة للبلاد في مجال مكافحة الفساد والمفسدين.
السيد الوالي:
لقد عبر بعض السكان –وهم في حالة غضب- عن استعدادهم لإيقاف البناء بطريقتهم الخاصة إذا لم تكن السلطات العمومية قادرة على ذلك، فيما بدأ البعض يتحدث عن فقدان الأمل في الإنصاف ويفكر بشكل جدي في مشاركة النافذين في “حملة” احتلال الشوارع والمساحات، وإذا لم تتدخلوا شخصيا وبشكل حازم فإن كل الاحتمالات ممكنة وباب الفوضى في المنطقة مفتوح على مصراعيه.
السيد الوالي:
لقد انتظر سكان المنطقة طويلا، وسكتوا كثيرا، وصبروا حتى نفد الصبر، وهم الآن على مفترق حاسم، وانتم الآن تشكلون الأمل الأخير، فإما أن تنتصروا لهيبة الدولة وسيادة القانون أو سيتولى السكان الانتصار لهما.