الراصد : أما آن للدولة أن تتدخل لحل هذا النزاع و فرض هيبتها، و وضع حد لهكذا مواجهات تعتبر من تداعيات و مخلفات آفة تغذيها النعرات الإستعلائية و النظر بالدونية الى الآخر...فما حدث في الأيام الأخيرة بكيهيدي لا يبشر بخير فحين تنعدم هيبة الدولة و تتراجع الحريات و يتجاوز القانون فكبر أربعا على الأمن و الإستقرار..
نعم حين يرتبك المشهد و يعلو الإستعلاء و يطغى الإستغلال و التمييز على اساس العرق او اللون أو المعرفة فتوقع أن يحدث أي شيئ....
فقد شهدت مدينة كيهيدي عاصمة ولاية غورغول أحداثا دموية خلال الساعات الماضية، أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى في الحي السكني "كتاكه"، بين أسياد و أرقاء سابقين رفضوا الإستغلال و الذل...
فطبقا لبعض المصادر المطلعة، فإن سبب الشجار يعود إلى أن أحد الشباب من طبقة "الأسياد"، حاول أن يتقدم الى الإمامة في مسجد بزاوية "اليعقوبيين" بكيهدي. لكن آخر من الأرقاء السابقين تدخل وقام بإبعاده، ليقوم هو بإمامة المصلين، معتبرا أنه أولى بذلك، لأنه أكبر سنا، فوقع الشجار العنيف، والذي أدى لجرح أزيد من 15 شخصا نقل منهم إتنان إلى نواكشوط، تجاوزا مرحلة الخطر بعد تلقيهم العلاج في المستشفى الوطني، بينما تدخلت الأجهزة الأمنية وقامت باعتقالات في صفوف المشاركين في الشجار، فيما تم رفع القضية إلى شيخ جماعة تلاميذ الشيخ يعقوب سيلا الذين ينتمون لزاوية اليعقوبيين بكيهيدى، فاستدعى الرجل الذي يعتبر من طبقة الأرقاء السابقين، ليحذره من تكرار التصرف الذي قام به. وطبقا لبعض المراقبين في المدينة، فإن الواقعة إنما هي تداعيات حوادث سابقة آخرها وقعت منذ أكثر من شهرين في كيهيدي، ومنذ تلك الواقعة والعلاقة بين الطرفين سلبية، مما أدى لرفض كل منهما الصلاة مع الآخر في الزاوية المعروفة بـ"زاوية امبالي كابا"، إلى أن جاءت أحداث الإثنين الدامية.
فمتى تتحمل الدولة و الهيئات المدنية المختصة و المنظمات الحقوقية مسؤوليتها و تضع حدا لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان...