لم أكن اريد التطرق لهذا لكنكم تعديتم كل الحدود !
منذ يومين قامت قناة فرنسية(على غير عادتها) ببث فلم وثائقي عن نهب الزوارق السنغالية للثروة السمكية الموريتانية ولكن الإعلام الموريتاني الرسمي و غير الرسمي لم يتطرق لهذا الخبر و كأنه لا يعنيه.
ساكنة انواكشوط القديمة و التى كانت تزور الشاطىء منذ بداية الثمانينات تذكر جيدا أننا كنا نلتقى أحيانا أسراب سمكة ميتة على الشاطىء و خصوصا سمكة القط(Cat fish ) كبيرة الرأس و سمكة ازول( Grey Mulley و السمطة ( Ribbon fish)..
فى الأيام الأخيرة ظهرت عدة صور و تساؤلات حول نفوق بعض الأسماك فى مناطق متعدد من الشواطىء و شهدت حملة موسعة ظاهرها دفاعا عن الحقيقة و باطنها قد يكون تمويها لإخفاء ما هو أخطر !
منذ نهاية العام الماضي قامت السلطات الموريتانية بفرض تجميد نسبة معتبرة من الأسماك الطازجة المصطادة من طرف البواخر التركية وذلك بعد ظهور مقاطع وفيديوهات تظهر حجم الدمار الوحشي الذى تقوم به هذه البواخر والغير مجهزة لمزاولة الصيد السمك للاستهلاك البشري لأن الهدف من قدومها كان هو تموين مصانع دقيق السمك والتى قام ملاكها عبر نافذين بخلق أزمة لطرد الزوارق السنغالية العاملة مع مصانع موريتانية وخلق أزمة تجعل السلطات مضطرة لقبول الترخيص للبواخر التركية بدون قيد أو شرط كسابقة لم تعرفها الاتفاقية البحرية فى العالم لا فى موريتانيا و لا خارج موريتانيا...
المهم هو أنه و بعدما فرضت الدولة تجميد السمك على هذه البواخر لتثمين المنتوج و الاستفادة اكثر للمستثمر الموريتاني و الخزينة الموريتانية قام رجال أعمالنا بالتفكير بطريقة يحترمون بها الاجراءات الجديدة ظاهريا اما فى الخفاء فيقومون بما يلى :
يتم الإتفاق بين أصحاب مصانع موكا و البواخر التركية
من جهة و بعض ملاك مصانع التجميد بحيث يتم جلب النسبة المطلوبة للتجميد من الميناء إلى مصنع التجميد فى صناديق كبيرة ظاهريا من أجل التجميد (حتى هنا كل شيء قانوني) ولكن عندما تصل تلك الكمية الموجهة للتجميد لا يتم تجميدها بل بعد مدة تاتى شاحنة لتأخذها إلى مصنع دقيق السمك و يستلم مصنع التجميد عمولة عن العملية بدون أن يقوم بتجميدها .
بهذه الطريقة يكون الجميع ظاهريا قد أحترم القانون لكن فى الواقع يستمر الاستنزاف و التواطؤ من طرف أبناء البلد ضده ثم بعد ذلك يصنعون الأفلام لجعل الشعب يعتقد بأن السبب الأساسى فى ندرة السمك هو كوارث طبيعية خارجة عن المألوف و لا يدركون أنه يمكن طرح سؤال بسيط :
اذا كان هناك تسمم وكارثة فلماذا لا يتسمم السمك الذى تطحنون يوميا و بالآلاف؟
الكارثة الجذرية والسبب الرئيسي لكل الويلات هو تمالؤ المواطن الموريتاني ضد بلده و استعداده للتحالف مع اي كان لتحقيق ذلك بدل التفكير فى طرق سليمة تجعله يحصل على أرباح اكثر ودائمة مع المحافظة على الثروة للأجيال القادمة.
من عنده شك فيما كتبت فعليه أن يتابع عمل البواخر التركية و سيظهر له العجب.
تنبيه : مجرد تتبع الكميات التى سجلت بانها توجهت للتجميد و السؤال عنها وعن المكان الذى توجهت له سيظهر لكم حجم الكارثة فهي ليست موجودة اصلا.