الراصد : فرضت علينا الانظمة المتعاقبة أن نكون جهويين وقبليين وشرائحيين وأسريين .. حين تكون من جهة منسية فوزنك لن يتخطي غرامات معدودة وحين لا تكون لك حاضنة قبلية قوية ولها وجود وكلمة تسمع فقد كتبت عليك الذلة والمسكنة وتشقق الاقدام والطموح الي ما لن تصل إليه عينك ولو عميت.
وان لم تكن من شريحة تهدد وتتوعد فلا أحد سيلتفت حيث أنت موجود .
حين لا تدخل في خيمة أسرية او تخرج علي تقاليد أسرتك الضيقة يشطب عليك وعلي شهاداتك وتبول عليك الثعابين و يلد عليك الوزغ و تشيد عليك العنكبوت من بيوتها ناطحات الأمل وتدثرك بملابس الوهم والخيال و تفرض عليك النوم علي حصير من خيبة الأمل مطرز بحبال من اليأس والحسرة .
تعيينك وتوظيفك ليس تابعا لشهاداتك ولا لخبرتك بل تابعا لقوة قبيلتك او ضعفها فحين تكون قبيلتك قوية ويحسب لها الف حساب فتكفيك من الشهادات شهادة الزور ومن الخبرة دورة تكوينية في التملق مختومة في معهد ذي الوجهين
الجهة هي التي تحدد الوظيفة التي يمكن ان تسند اليك ، اذ هناك جهات لا تمنح اكثر من بواب وأخري لا تتعدي رئيس مصلحة مقابل جهات يوكل اليها الشأن العام وزمام الامور وتستحق ان تكون علي خزائن الارض ...
في موريتانيا كل شيىء ممكن، فالتعيين حسب معرفة فلان بالوزير الفلاني او القائد الفلاني او الرئيس او اسرته او مدير ديوانه، سوى ذلك لا سبيل له ولا حظ له في التعيين، اللهم الا اذا عين حفارا للقبور او حارسا للمدافن لأنها وظائف لا أحد من علية القوم يرغب فيها!.
نصيحة: الدول تقوم علي الكفر ولا تستقيم علي الظلم.
محمد محمود شياخ