فنيات الكذب بالأرقام ..

جمعة, 22/05/2020 - 11:00
 ابراهيم جبريل

مخطىء من ظن يوما أن الأقفال مهما تطورت ستمنع السرقة، فالتجربة أثبتت أن السارق يتقدم دائماً خطوة أو اثنتين ذكاءً وعتاداً على الحارس.. ولعل كوفيد١٩ خير مثال على ذلك  فرغم التقدم الهائل والتطور المبهر للطب ظهر فيروس بسيط ليعبث بكل شيء؛ وقديماً قالوا يؤتى الحذِر من مأمنه.. لذلك لا معنى للثقة الزائدة في «لغة الأرقام» فهي كذلك مجرد أداة يمكن التلاعب بها وتزويرها حتى يتم تطويعها للتغطية على كذبة هنا أو لتشويه حقيقة هناك.. 
يتحدثون في la sociologue des sciences عن ما يسمى la violence de l’enseignement des mathématiques.. وفيه يتم انتقاد حتى طريقة تقديم بعض الحقائق العلمية بحيث تجعل المتلقي يتعامل مع الرياضيات وكأنها تعليمات من دكتاتور يجب تنفيذها حرفيا ولو بدون تفكير والحقيقة أن الهدف الأكبر من الرياضيات هو تحفيز الذهن على التفكير من خلال الشك والمحاججة (تصور أن آينشتين أنشأ جمعية للتهكم من كبار العلماء)..
المهم أن الثقة المطلقة تعني خدعة محققة؛ لذلك يجب الانتباه لأخطاء شائعة تؤدي بالمستمع أو القارئ للانجرار  وراء  خطابات مغلوطة بحجة العلمية «المزيفة» وعليه:
- لا تقارن المجموعات من خلال الأعداد، بل عن طريق النسب.. كأن تقول نحن أفضل من الصين لأنها سجلت ألف حالة بينما نحن لم نسجل إلا عشراً..
- لا تهتم بالرتبة قبل أن تستحضر العدد الكلي .. فالثاني قد يكون الأخير إذاكان المتسابقان إثنين فقط..
- عدد المحاولات الناجحة في تجربة ما لا يقارن بمقابله في تجربة أخرى ما لم يكونا مصحوبين بعدد المحاولات الفاشلة.. كأن تقول نحن أحسن من السينغال حيث لم نسجل إلا ٣٠ حالة دون أن تستحضر فارق عدد الفحوصات.. 
- لا تقل حدود ست مليارات إذا كانت الزيادة أكثر من نصف مليار فالأولى حدود سبع مليارات مع أن المليار ليس هو الوحدة الرئيسية وبالتالي لا معنى للتوقف عنده!.
-لا تقل إحتمال في تجربة ليست عشوائية، بل قل إمكانية..
-  اصطحب دائماً هتين المقولتين:
> الأرقام لا تكذب، لكن الكذابين يكتبون أرقاماً (مارك توين)
> الأرقام المثالية نادرة مثل الرجال المثاليين (رينيه ديكارت).