الراصد : فيروس عنصرية الدولة أخبث و أشد ضررا من فيروس كورونا.
1) عند إكتشاف الحالتين الأولى و الثانية صرح وزير الصحة بعبارات بسيطة مشحونة بسخرية خفيفة ( أجنبي و أجنبية أتيا من الخارج في طائرة ما, وهما في الحجر.
2) أما الحالة الثالثة أحدثت ضجة كبيرة لأن المصاب كوري ( سوننكي, ولفي أو فولاني) واعلنت عنها السلطات بعبارات التالية : "أنه شيخ سوننكي سبعيني" قادم من فرنسا منذ أسبوعين وقد تجول في أوساط العاصمة و إلى كيد ماغا كما انه خالط الكثير, آه ,وجد الأفاعي المسمومة بالحقد و العنصرية فرصة للنيل مما كله أسود (سوننكي, ولفي أو فولاني), وكادت السماء أن تسقط , فاتهم بأبشع العبارات, فشتموه و لم يهتموا بكرامته كإنسان أو كمسلم و نسوا أن للشيخ السوننكي السبعيني أبناء وبنات و أحفاد و اقارب و أن هذه الأفعال تمكن أن تجرنا الى الأسوأ.
ولله الحمد لم ينقل الشيخ الوباء سوى الى زوجته وبفضل الله شفيا منه.
3) فلمسنا ذروة العنصرية عند اكتشاف الحالة الرابعة.
عجزت السلطات و أفاعيه من كتم كراهيتم لجنوب البلاد لم يبق لفظ للإساءة وإلحاق الأذى إلا ووجهت لمدينة كيهيدي وسكانها( المدينة المتمردة و العصية على المنظومة العنصرية لموريتانيا) فتوالت التصريحات الحكومية بتسجيل فيديو في منتصف الليل ونشرها في الشبكات الإجتماعية يصرح فيها وزير الصحة بحقد وعدم المسؤولية بأن " السلطات ألقت القبض على متسلل من السنيغال و مشتبه به بإصابته من كوفيد 19 “ فجاءت تصريحات الطبيب الذي شخص المصاب مخالفة تماما للوزير " بأنه مستغرب من هذه الأكاذيب لأن الرجل أتى الى المشستشفى بتلقاء نفسه بعد شعوره بآلام في البطن.
دخل وزير الداخلية في المسرحية بإعلان مدينة كيهيدي بؤرة الوباء في موريتانيا,أغلقت المدينة و هجرها الدولة مع معاناتها و بطريقة تعسفية و غير مدروسة كالعادة, أحتجزت السلطات عشرات في الحجر الصحي ( كل ثلاثة أو اربعة أشخاص في غرفة واحدة) دون عناية و لا مراعاة التعليمات الوقائية الدولية لهذه الجائحة, ولله الحمد والشكر شفي الرجل ولم ينقل الوباء إلى غيره, و مازالت الحالة مشكوكة فيها حتى الآن.
4) بتقصير كبير من الجهات المعنية باللامبالات و دون عناية اللازمة لمواطنة كانت في الحجر الصحة, توفيت( الحالة 6) بعد تدهور صحتها, فصعد الوزير الى منبر الحقد قائلا “ تم اكتشاف حالة 6 مؤخرا و توفيت بينما هي في طريقها إلى المستشفى و هي فرنسية من أصول موريتانية“ فدفنت دون أدنى شيئ: لا صلاة عليها كونها مسلمة ولا اعلام أهلها, فتخلص الطاقم الوزير بالجثة دون صيانة كرامتها.
5) بما أن الحالة السابعة من البيظان, تذكر الوزير وطاقمه والأفاعي أن هذا الوباء لايعترف بالأسود و الاصفر ولا بالمؤمن و الكافر و بالفقير و الغني ولا بالعرب والعجم لأن عدد المصابين في الدول العربية تجاوز 120.000 مصاب وآلاف وفيات, فتصرفوا معها بحكمة صائنين كرامتها. فكانت تصرف الوزير وطاقمه مع الإصابة 9 تصرفا حكيما و مسؤولا , حيث اعتذر الوزير من عائلة الفقيد الثاني و اعترف بتقصيره اتجاه الفقيد ما لم يفعل مع الفقيدة الأولى (ح6) . كما سمحت السلطات بالصلاة على المتوفي الثاني ح9 ما لم تفعله مع ح6 أيضا.
رغم الحقد و التقصير اتجاه حالات (الولفية والسوننكية و الفولانية) إلا أنها شفيت, و أن الحالة 9 هي أكثر الحالات خطرا لانها نقلت العدوى إلى ستة أشخاص الى حد الساعة. فتحولت بؤرة وباء كوفيد 19 كيهيدي (مدينة متمردة) إلى مقاطعة تفرغ زين.
من صفحة القيادي في ائتلاف التعايش المشترك/الحقيقة والمصالحة على الموقع الاجتماعي فيسبوك