الراصد/ الحسن أبه ـ وصل سعر طن الحديد يوم أمس الإثنين 17 فبراير أكثر من 90 دولار علما أن تكلفة إنتاج الطن تصل 35 دولار على أكثر تقدير .
استطاع عمال شركة اسنيم تجاوز حاجز 12 مليون طن العام الماضي ( 2019 ) ليعود الإنتاج لمستواه الطبيعي الذي كان عليه قبل سنوات ، وقد دفع العمال ثمن ذلك بضحايا وجرحى ومرضى كثر ، ومع ذلك لم تلتزم لهم إدارة الشركة بوعدها بعلاوات وزيادات في الأجور إن هم أعادوا الإنتاج لكميته ( حجمه ) المعهودة ، وكعادته خرج عليهم ولد اجاي مدير الشركة يوم تخليد عيد المعادن ليقول لهم بأن الشركة " مفلسة " تقريبا وليس لديها نقود !!!
ولد اجاي ملك التلون والتملق السياسي ، ملك التلاعب والكذب بالأرقام ، يضن على العمال ( العمود الفقري وماكينة الشركة ) بدريهمات بينما يمنح " تملقا " لغزواني أكثر من 800 مليون للمنطقة الحرة ( عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ) تماما مثل منح سلفه تملقا لعزيز 15 مليار أوقية قديمة لشركة النجاح ( صفقة المطار ) ومثل صفقة الأعلاف بين خيرية اسنيم ومجموعة أهل غده و....... الكل له نصيب إلا العامل البسيط الذي يعمل وينتج للشركة فعليا ... والأدهى :
- تقوم الشركة كل سنة بشراء سيارات فارهة للأطر ( TX وV8 و Hyundai ) وكم أتمنى الإطلاع على عقود الشركة مع الشركات المصنعة لهذه السيارات أو ممثلياتها ، فكل سنة تختفي " سيارات السنة " ويلف مصيرها الغموض ، وتباع للعمال فقط السيارات القديمة جدا !
بالإضافة إلى سيارات فارهة يحصل الأطر على راتب يناهز 250 ألف ومع العلاوات و" تجارة الوقود " وأمور أخرى ، يصل دخل الوحد منهم شهريا لحوالي 600 ألف أوقية ، أما العامل المنتج ( فعليا ) فبالكاد يكفيه راتبه الزهيد لتوفير لقمة العيش لعياله ويحصل أن يماطله البنك في الحصول عليه ( وهو يكدح منذ شهر في سبيله وجد محتاج له ) كما حصل قبل أيام ، حيث ماطل بنك " المماطلات " BMS ( بنك المعاملات الصحيحة ) العمال أياما لتسليمهم رواتبهم بحجة مشكل في السيولة وحينما اعتصم بعضهم بفرع البنك وصلت الحماقة بعماله حد إغلاق المقر عليهم ومنع وصول الطعام والشراب لهم ، وقد حلت المشكلة بوعود من البنك بتوفير سيولة لفرعه تمكن من دفع رواتب المتضررين من معاملاته ومماطلاته .
يمثل الإنفاق على الوقود لدى شركة اسنيم حوالي 20 % من إنفاقها العام ، والسبب هو " إكراميات البنزين " التي يمنحها المدراء للأطر على شكل كوبونات بمئة لتر كلما احتاج الإطار مالا ويتذرع ( يطلب المدير ) بأنه ينوي الذهاب للبادية أو ما شابه ، ينضاف لذلك سرقة بنزين السيارة ، حيث يتم ملء خزان سيارة الإطار كل يومين ( يوم للسيارات فردية اللوحة ويوم لزوجية اللوحة ) ويقوم الإطار بمشوارين غالبا في اليوم وعند المساء يقوم بإفراغ خزان سيارته في برميل لديه بالمنزل ليبيعه بعد ذلك في السوق السوداء ( أغلب الأطر لديهم البراميل هذه بمنازلهم ) بينما يحاسب العامل البسيط على " برغي " ضاع منه أو أخذه معه .
بمدينة ازويرات محطتان فقط للبنزين ، قليل من يزورهم من الساكنة لشراء البنزين منها ، ففي كل شوارع المدينة وعلى طرق ريفها والقرى توجد محلات بيع " كزوال الشركة " و " كزوال الصحره " جهارا نهارا !
ويشار هنا إلى أن أي إطار انتقد وضع العمال أو سوء تسيير أو طالب بتحسين معدات أو ماشابه يتلقى إنذارا من رئيسه تحت بند " إساءة الأدب على رئيسه في العمل " وذلك كفيل بفصله من العمل أو إرساله ل " المرآب " على الأقل ، وبالتالي تقبل الأغلبية الساحقة من الأطر ب " الإمتيازات " مقابل الصمت .
واهم ولد اجاي وجاهل لتاريخ اضرابات الشركة مذ كانت فرنسية ( ميفرما ) إن كان يظن بأن " تدليع " الأطر وبعض من مناديب النقابات ، ضامن لموت البركان العمالي ، فالبراكين تنام فقط ولا تموت.