25 فبراير يوم الشعب الغاضب

خميس, 28/02/2019 - 17:51

غضبنا للوطن حين عم الفساد واستفحلت الزبونية وامتلأت اﻷرجاء بالخراب والدمار... حينها صدحت الحناجر وارتفعت أصوات الرفض والشجب للسياسات المنحرفة... وغضبنا له حين انفرد الحاكم بالسلطة المغصوبة وكمم اﻷفواه وصادر الحقوق وانتهج الظلم والتحكم والاستبداد... عارضنا المسار الخاطئ والغش والغبن واللصوصية الفاحشة.

غضبنا للقيم حين نخرنا السوس، وتم النكوص واﻹرتداد عن الفضائل... وتراجعت اﻷخلاق وسيطرت الثقافة المادية بكل سوءاتها وتمظهرات الخسة والنذالة... وحين غابت الشفافية واغتيل العدل وصلبت النزاهة. وغضبنا لما تفشى الكذب في ساستنا.. وتصدع جدار القيم وانهارت اﻷخلاق...

غضبنا لله حين ﻻحت في سمائنا بروق الشك والتشكيك فيما علم من الدين بالضرورة... وحين تطاولت أقلام سخيفة وبائسة على مقام النبوة السامق.. بعد أن دشنت الطريق بإساءاتها البذيئة على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم... وغضبنا لتدنيس المصحف الشريف.

غضبنا للهوية حين سلخنا من إطارنا الحضاري، وتم مسخ الثقافة واللسان، وحين اجتث النخيل من أصوله، وعقرت اﻹبل في مرابضها.

غضبنا حين تم انتهاك الدستور..

غضبنا حين تم تدنيس العلم والنشيد..

غضبنا للذاكرة الوطنية حين شاهدنا جلاد اﻷمس وسارقه وبائع الوطن يتزاحمون في مسيرات التنديد والرفض لتلك الممارسات، يمثلون برداءة ويلعبون بغباء وجنوح، وغضبنا لموت الحياء حين هبت المعارضة لتصنع ما تشاء، المعارضة والرفض والأفكار الثورية على الشاشة وتحت الطاولة وخلف الجدران ضغط على الحاكم وتسول ومساومات.

غضبنا للذوق العام حين شاهدنا تهافت نخب المواﻻة على التسبيح باسم الحاكم ومباراتهم في التزلف الكريه والنفاق المجنون، وانسياق أبواق المعارضة في التصامم والرفض لكل شيء، وهرولتهم فقط خلف أمجادهم المسلوبة، وثأرهم المطلوب، وحنين مفسديهم إلى مرابع السلب والنهب، وعهد السيبة والفوضى.

غضبنا للحق حين شاهدنا الأكاذيب تولد وتنموا وتكبر وتكتب لها الحياة، وأبصرنا الحق مصلوبا ضائعا، يدوسه اﻹفك ويطمره البهتان.

غضبنا وغضبنا، وأحشاؤنا ملآ بالغضب، وأرضنا حبلى بالغضب؛ وسماؤنا تمطر الغضب، قدرنا أن يتكاثر الغضب، وأن نتداوى بالغضب..

غضبنا وطال الغضب، والغضب الساكن فينا سينفجر..

وسيبقي يوم 25 فبراير يوم للغضب..

سنغضب ونغضب، فهو طريقة تعبير، ووسيلة تغيير..

مصطفى يحي باب