
الراصد :أصدر حزب تجمع الديمقراطيين التقدميين بيانا بمناسبة ذكرى وفاة الرفيق المناضل محمد المصطفى ولد بدر الدين....
بيان :
قبل خمس سنوات، فقدت موريتانيا ومعها جميع القوى التقدمية أحد أبرز أبنائها وأشرف مناضليها من أجل القضايا العادلة، الرفيق محمد المصطفى ولد بدر الدين.
لقد جسد الراحل أسمى معاني الوطنية والصدق، وكرس حياته كلها للنضال في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية، والدفاع الثابت عن حقوق العمال والفلاحين والشباب والنساء، وعن جميع ضحايا الظلم والتعسف. وظل، طوال مسيرته، يقف بصلابة في وجه كل أشكال القهر والتمييز.
كان محمد المصطفى ولد بدر الدين مثالا حيا للقيم النبيلة للنزاهة الفكرية والاستقامة الأخلاقية. جمع، بذكاء نادر، بين الصلابة النضالية والتسامح المتوازن حين كانت الظروف تتطلب ذلك. وظل وفيا للمبادئ التي وجهت كل نضالاته، فكان طيلة حياته يمثل صوت العمال والمهمشين والمحرومين، مؤكدا باستمرار على أن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق من دون عدالة اجتماعية.
يستحضر حزبنا، تجمع الديمقراطيين التقدميين، اليوم بكثير من المرارة والقلق، هذه الذكرى الأليمة التي تأتي في ظرف سياسي صعب، يتسم بتضييق متزايد على الحريات، وتراجع خطير في مسار الديمقراطية ومكتسباتها، وتدهور متسارع في أوضاع المعيشة على جميع المستويات، وتنام لخطابات الكراهية والانقسام، وقمع ممنهج لكل الأصوات التي تحاول التعبير بحرية عن غضبها المشروع.
وفي مثل هذه الظروف بالذات، كان الفقيد محمد المصطفى ولد بدر الدين يوجه باستمرار بضرورة الرفض والمقاومة الدائمة، مؤمنا بأن الصمود والعزم في النضال هما السبيل الوحيد لتحرر الشعوب من قيودها ومعاناتها.
وبهذه المناسبة، يجدد التجمع من أجل الديمقراطيين التقدميين التزامه الثابت تجاه الجماهير الشعبية والعمال والفلاحين والشباب والنساء والمهمشين، وكل المواطنين المخلصين لوطنهم، ويدعوهم إلى السير على الطريق الذي رسمه محمد المصطفى ولد بدر الدين: طريق النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة، ذلك الحلم الذي ضحى بحياته في سبيله، حتى تكون موريتانيا بلدا كريماً، وواحة سلام تسودها الحرية والمساواة والعدالة للجميع.
كما تمثل ذكرى الرفيق بدر الدين مناسبةً للشعب الموريتاني كي يضاعف من وعيه ويقظته، لإفشال كل المخططات والمناورات والمحاولات الرامية إلى تمزيقه على أسس فئوية أو عقيمة. ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعزيز النضال الوحدوي، باعتباره الطريق الوحيد القادر على إنقاذ حاضر موريتانيا ومستقبلها.
تلك كانت أمنيته المقدسة، فقد كان بحق، في نظر رفاقه، الربان والقائد الملهم.
رحم الله الراحل محمد المصطفى ولد بدر الدين!
المجد للشعوب المناضلة!
من أجل موريتانيا موحدة يسودها العدل والمساواة والأخوة!
نواكشوط، 7 أكتوبر 2025