
الراصد : كيف يمكن لطرق حيوية في قلب العاصمة، تمر عبرها آلاف السيارات يومياً، أن تظل غارقة في الظلام؟ ولماذا تتحول الجسور، التي شُيّدت لضمان السلامة وانسيابية المرور، إلى مصائد محتملة لحوادث مأساوية؟ وهل يُعقل أن تتحول هذه المنشآت إلى مكبات للنفايات وفضاء للعبث بالمنشآت الحديدية دون رقابة؟
هذه الأسئلة باتت تُطرح بقوة مع تزايد شكاوى المواطنين من وضعية جسور نواكشوط، وفي مقدمتها جسر الحي الساكن وجسر باماكو، حيث يكشف الواقع اليومي عن حجم الإهمال وغياب الصيانة، ما يهدد بتحويلها إلى خطر صامت على حياة السكان.
غياب الصيانة.. خطر يتزايد
رغم الأهمية البالغة للجسور في تنظيم حركة المرور بالعاصمة نواكشوط، فإن غياب الصيانة الدورية لها أصبح يثير قلق المواطنين، وسط تحذيرات من أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى كوارث بشرية لا قدر الله.
جسر الحي الساكن.. مثال صارخ
يُعد جسر الحي الساكن نموذجاً واضحاً للإهمال. فالمشكل لا يقتصر على المظهر الخارجي، بل يشمل انعدام الإنارة منذ أيام، ما يجعل عبوره في الليل محفوفاً بالمخاطر. ويصف أحد السكان تجربته قائلاً: “البارح خظت منو، وألا شكيت عنو مرتفع كيف (المونتانات).. ما عرفت كاني اطلعت فوقو ولا نزلت تحتو.”
جسر باماكو.. واقع مشابه
ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لجسر باماكو، حيث تتعطل أعمدة الإنارة، وبعضها سقط أرضاً، فيما تغطي الأتربة الطريق وتتحول المساحات تحت الجسر إلى مكبات عشوائية للنفايات، في ظل غياب الرقابة والصيانة.
مخاطر تهدد الأرواح
يرى مراقبون أن هذا الوضع يفتح الباب أمام وقوع حوادث سير مأساوية، خاصة أن هذه الجسور تمثل طرقاً رئيسية في قلب العاصمة وتعبرها يومياً آلاف السيارات والمارة. كما أن الحواجز الحديدية (الكولابات) تتعرض للسرقة والعبث بشكل متكرر، ما يزيد من خطورة المشهد.
مطالب عاجلة
يطالب المواطنون السلطات المعنية بالتحرك السريع لوضع خطة صيانة شاملة تشمل إعادة تأهيل الجسور، إصلاح الإنارة، تنظيف محيطها، وتعزيز الرقابة عليها، باعتبارها مرفقاً حيوياً لا غنى عنه في ضمان سلامة السكان وتنظيم حركة المرور.
عن موقع آخر قرار