
الراصد : سنحاول هنا أن نجيب عن تساؤل أساسي، وهو المتعلق بالمشاكل الأساسية التي يعانيها الشعب الموريتاني و التي نرى أنها تتمثل في:
_ الفساد: الذي أدى إلى نهب المشاريع و افلاس بعض المؤسسات العمومية، وجاء بطبقة من الطوفيليين، ليس لديها اي رؤية سياسية او اقتصادية او اجتماعية لحل مشاكل البلد وتقديم رؤية تنموية متكاملة، و إنما تريد تاكيد حضورها في المشهد السياسي والاقتصادي و الاجتماعي، وإعادة إنتاج نفس الانماط الفاسدة.
_ الحرية الاقتصادية( الليبرالية):
ادت إلى اتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء، إذ منحت للتجار حرية تحديد الاسعار، وهو ما يجعل غالبية الشعب غير قادرة على توفير القوت اليومي لافراد عوائلهم، ويدعم هذا الوضع المختل استقالة الدولة، وانعدام نقابة عمالية موحدة في مواجهة إتحاد ارباب العمل الموريتانيين،إنها وضعية جيدة لزيادة اسباب التوتر المفضي إلى الثورة و التمرد.
_التفاوت الشديد في الرواتب بين موظفي الدولة واصحاب السلط فيها( التنفيذية و التشريعية) الذين لا تكاد تمر سنة إلا و استفادوا من زيادة الرواتب في حين بالكاد تعلن الدولة زيادة في رواتب صغار الموظفين من جنود و اطباء ومعلمين... وهو ما يزيد الفجوة بين طبقة تملك وطبقة لا تملك. فتزداد هشاشة الوضع الاجتماعي، ويسهل استغلال تلك الهشاشة لتمزيق المجتمع وضرب بعضه ببعضه.
- استفحال البطالة وتفشيها بين صفوف الشباب وانعدام رؤبة واضحة لامتصاصها،
- إن إذكاء النعرات المبنية على أساس عنصري او فئوي وبث روح التنفاس الجهوي والقبلي لن يحل أيا من المشاكل المطروحة على الشعب والدولة الموريتانيين ولكنه يسير بالشعب إلى الفوضى والهاوية، خاصة إذا كانت هناك قوى دولية وإقليمية ترى في إشاعة الفوضى فرصة للتدخل في البلد بما يخدم مصالح تلك القوى، ويجعلها اكثر تمكنا من ثروة البلد و اكثر قدرة على استغلال الشعب سياسيا.
فهل هناك حلول ممكنة لهذا الوضع؟
يتواصل
ذ/محمد ملالي ودادي