اقتراح: تأسيس شركة “بيئة موريتانيا” لمواكبة الأثر البيئي للنشاط التعديني

أربعاء, 18/06/2025 - 23:01

الراصد : في ظل التوسع الكبير لنشاط التعدين الأهلي وشبه الصناعي في موريتانيا، برزت تحديات بيئية خطيرة تمسّ سلامة النظم الطبيعية وصحة المجتمعات المجاورة. فقد تزايد استخدام مواد خطيرة مثل الزئبق والسيانيد، إلى جانب ممارسات مدمرة كقطع الأشجار وحفر الآبار العشوائية. كما ساهمت المقالع والكسّارات في تعرية التربة وتشويه المعالم الطبيعية وتفاقم تدهور الغطاء النباتي، ما يهدد بشكل مباشر التوازن البيئي.

من هذا المنطلق، نقترح إنشاء شركة “بيئة موريتانيا” ككيان وطني مستقل، يتمتع بالسلطة الكاملة للتدخل الميداني العاجل دون انتظار ترخيص أو توجيه. تتولى هذه الشركة تنفيذ عمليات الردم الفوري للآبار المهجورة، واستصلاح المناطق المتضررة، والتشجير، وتنظيف بؤر التلوث، إلى جانب ضبط ومراقبة استخدام المواد الكيميائية كالزئبق والسيانيد. سيكون تدخلها مباشرًا وسريعًا، في الميدان، حيث تحدث الكارثة.

ستكون “بيئة موريتانيا” جهازًا تنفيذيًا بيئيًا بامتياز، لا جهة رقابية صامتة، بل ذراعًا عمليًا للدولة في وجه التدهور البيئي المتسارع. لا تهدف إلى تعطيل التنمية، بل إلى تصحيح مسارها وضمان توازنها، حمايةً للبيئة وصحة المواطنين، وصونًا لحق الأجيال القادمة في موارد طبيعية غير ملوثة.

ما يجري اليوم ليس مجرد خلل بيئي، بل انحدار حاد نحو كارثة صامتة. الأرض تُنهك، والغطاء النباتي يُدمَّر، والتربة والمياه تسمّم بلا وعي. إن تأسيس هذه الشركة هو استجابة حقيقية لحالة طوارئ بيئية، و”ليس ترفًا تنظيميًا بل ضرورة وطنية لحماية ما تبقى”. إننا نطلق هذا النداء من رحم الألم، دفاعًا عن أرض بدأت تختنق، وعن وطن يستحق أن يُحمى لا أن يُنهب باسم الاستثمار.

عبد العزيز أحممد بزيد سيدي ابراهيم