
الراصد : قال رئيس ميثاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للحراطين، يرب ولد نافع، إن المسيرة السنوية للميثاق ليست مجرد نشاط ترفيهي كما يروج البعض، بل تشكل رمزاً للحرية والمساواة، وصرخة ضد الاسترقاق والتمييز والظلم الاجتماعي.
وقال ولد نافع، في خطاب ألقاه اليوم خلال المسيرة المنظمة في العاصمة نواكشوط، إن الميثاق يشكر نضالات الرؤساء السابقين، ويذكّر بأن المسيرة تمثل صرخة ضد العبودية والاسترقاق، منبهاً إلى أن الموريتانيين “لا يزالون يمارسون الظلم والتهميش والإقصاء”، رغم الخطابات والنقاشات التي جرت في السنوات الماضية.
وأوضح أن الميثاق، رغم مشاركته في الحوارات الوطنية وتقديمه لمقترحات واضحة، لا يزال ينتظر حلولاً حقيقية للمشاكل التي يواجهها لحراطين، وعلى رأسها التهميش في التعليم والصحة والحالة المدنية، وارتفاع الأسعار الذي يمسّ قوتهم اليومي، مشيراً إلى أن “البرامج المخصصة لمحاربة الاسترقاق ذهبت لغير المعنيين بها، بينما بقي لحراطين في حيز الخطط النظرية دون أثر فعلي”.
كما أشار إلى أوضاع سكان قرى مثل “ادوابه”، كمثال حي على المعاناة والتهميش، محملاً الجهات الرسمية المسؤولية عن استمرار إنتاج الفقر والظلم في هذه المناطق.
وفي سياق حديثه، تطرق ولد نافع إلى قضايا اجتماعية ملحّة، مثل أزمة حمالة الميناء الذين تجاوز عددهم 4500 شخص، والذين وجدوا أنفسهم في الشارع بسبب قرارات يتحمل مسؤوليتها شخص واحد، حسب تعبيره، بالإضافة إلى قضية المنقبين وسحب رخصهم لصالح جهات نافذة، وما وصفه بسوء معاملة الطلاب المتظاهرين أمام الوزارة وسحب منحهم، داعياً إلى حل هذه القضايا بشكل عاجل.
ورحب ولد نافع بمنح مركز ترانيم صفة مؤسسة ذات نفع عام، معتبراً ذلك مكسباً معنوياً مهماً، كما عبّر عن دعم الميثاق لقرار ترحيل الأجانب “بما يخدم اليد العاملة الوطنية”، لكنه شدد على ضرورة أن يتم ذلك “بأسلوب شفاف وإنساني” حفاظاً على سمعة موريتانيا، ومراعاة لظروف جالياتها في الخارج.
وأشار إلى أن بعض المظالم لم تعد تحتمل الصمت، ومؤكداً في ختام كلمته التزام الميثاق بمواصلة النضال من أجل العدالة والمساواة والقضاء على كل أشكال التمييز.