إن الناس يميّزون بين الإنجاز، ووهْم الإنجاز. لا يمكن استغفالهم، لأنهم يعيشون أيامهم في صخرة الواقع .. لا في الأوهام.
ويدركون أيضا أن من يسعى في أوهام الإنجازات، ليس رجل إنجازات.. بل رجل خِداع، ومكر.
إن تجنيد مرتزقة الإعلام والسياسة لا يغيّر هذه الحقيقة، بل يزيدها رسوخًا. ويبقى مجرد دفع لكُلفة الكذب، تهرُّبا من كُلفة الإنجاز.
وهذه نُقط سريعة:
1. يتبجّح النظام بخفض ضئيل لسعر سلعة هو من خلق الظروف التي جعلتها بضعف ثمنها في دول الجوار! ضئيل لأنها ظلت أيضا بضعف ثمنها في دول الجوار بعد الخفض! ويُسمّي هذا إنجازًا.
2. يلغي نتائج مسابقة هو من أسّس لفسادها، ويكتفي بإقالة المدير، ويُسمِّي هذا إنجازًا. تدخل إقالة المدير، والإبقاء على أصنائه الكثيرين، في التمييز بين المفسدين.. المستفحل منذ ملفّ العشرية. إن ما يقدَّم هنا بوصفه إنجازًا يُسمَّى في الحقيقة: علاج الفساد بالفساد.
3. يقوم بوقف مِنح المتفوقين في الباكالوريا هذا العام، لأن إعادة المِنح في العام المقبل مثلا ستعدّ إنجازًا!
4. إذا عاد الماء إلى العاصمة العطشى، بعد انخفاض مستوى الطمي، بسبب عوامل طبيعية موسمية.. ينبغي أيضا أن يتبجح بذلك الإنجاز.
5. الفكرة أنه لا شيء ينمو.. فعليه إذن أن يضمحلّ لتصبح عودته إلى ما كان عليه إنجازًا!
6. وفي ظل هذا ينبغي أن نحافظ على سعر الوقود الغالي، مهما انخفض سعره في العالم. فهنالك إنجازات أخرى ترضي الطموح، كجلسة تصوير مع بعض التجار للحديث عن سعر الدجاج.
7. أخشى أننا لن نجد، في نهاية المطاف، لهذا العِقد المهدَر، بميزانياته الضخمة، وكآبة تيهه.. من مسوِّغ سوى (قانون الرموز). إنه الإنجاز الحقيقي الأوحد لهذا النظام.. بصمة تعبيره عن ذاته!
هل ستكون المعادلة هكذا: أنفقنا عشر سنوات من تبديد الثروة ومن الاقتراض، ومعاناة الفاقة .. وحصلنا على قانون الرموز؟
من ص/ حركة التحرير