الراصد : في وقت تتسارع فيه التطورات في مجتمعنا، تظهر لنا صورة مقلقة لظاهرة انتشار تمجيد و تملق الساسة و رجال الأعمال، لا شك أن هذه الظاهرة وجدت ترحيباً بين بعض أصحاب القرار، و أصبحت مصدر تأثير كبير على الرأي العام.
*- سيطرة المتملقين:
تسيطر الآن شخصيات متملقة على منصات الرأي و التأثير، حيث يبدو أن تأثيرهم يتسع بشكل مقلق، يقومون بتوجيه الحوار العام بطريقة تُحيد عن النقاش المستنير و تميل إلى التملق السطحي.
*- رفض النقد والمقاضاة:
مع اتساع نطاق هذه الظاهرة، أصبح النقد شبه ممنوع و المقاضاة وسيلة لترهيب المنتقدين، يبدو أن حق التعبير يُسلب تدريجياً، و هو أمر ينذر بخسارة حرية الرأي.
*- ضياع دور الصحافة:
أصبحت الصحافة الجادة في مأزق، حيث تجد نفسها مهمشة و منبوذة، يجب علينا أن نسأل: هل فقدنا الثقة في البحث عن الحقيقة و نقل الأحداث بموضوعية؟
*- المفترق الحرج:
نحن الآن أمام مفترق طرق خطير، يتطلب منا البحث عن حلول عاجلة وجذرية للتغلب على تداول هذه القيم الملتوية، نحن في خطر يستدعي التحرك السريع والتفكير العميق.
"= الطرق إلى التغيير:
1- تشجيع النقاش البناء:
يجب أن نشجع على النقاش المستنير و النقد البناء لضمان توجيه المجتمع نحو التقدم.
2- الدفاع عن حرية الرأي:
يتطلب منا الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن حرية التعبير و حق النقد بشكل مستنير.
3- إعادة تقدير دور الصحافة:
ينبغي علينا أن نرى في الصحافة الجادة شريكاً أساسياً في تحقيق التوازن و الشفافية.
"= خلاصة:
نحن بحاجة إلى التحرك الجاد و التفكير العميق لإنتشال مجتمعنا من هاوية التمجيد إلى مستقبل يستند إلى القيم و الأخلاق. إنها مهمة صعبة، و لكن في وحدتنا و تضافر جهودنا سنكون قادرين على الخروج من هذا التحدي بشكل أقوى وأفضل.
-سيدي عثمان محمد صيكه