الراصد : اتهم الناشط النقابي في قطاع الصيد بنواذيبو، هارون ولد إسماعيل، جهات في الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك - SMCP، بالتكسب على حساب الوطن من خلال خلق العثرات أمام تحسن سعر السمك الموريتاني في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة الشركة و القيام بعملية غربلة داخلها، اصبحت ضرورة، حتى يتم إبعاد "رعاة" مصالح الغير الذين يتسببوا كل سنة، في خسائر مالية كبيرة للبلد.
و في حديث لمراسلون، قال هارون، إن هناك أشخاص في شركة SMCP، هم من يتحكمون في عمليات التسويق، موضحا أن هؤلاء الأشخاص، لا يشتغلون إلا لجيوبهم، حتى و إن كان في الأمر تهديد للمصلحة الوطنية، فتراهم تارة يأخرون عرض كميات من المنتوج في السوق الدولي، انتظارا لجاهزية "عملائهم" حتى لا تفوتهم الفرصة لشراء تلك الكميات و تارة أخرى و حينما يتعلق الأمر بمعارفهم و "زبنائهم" من المصدرين، فإنهم يحددون سعر المادة دون سعرها الحقيقي، لكي يضمنوا عمولات عند هذا المصدر او ذاك و تصبح SMCP مجرد "سمسار" من النوع البسيط جدا و تكتفي بضريبة ضئيلة يحددها أولئك المفترض انهم يمثلونها و مؤتمنون على مصالحها التي يفترض كذلك أن تكون، تتناسب مع مصالح البلد.
و استغرب الناشط النقابي و الفاعل الاقتصادي، أن تكون مياه البلد تحوي أكثر 80 نوعا من الأسماك الجيدة و المطلوبة عالميا، و إن لا يسعر و لا يثمن منها إلا الأخطبوط، رغم انه هو أقلها، متسائلا عن السر الحقيقي وراء تجاهل بقية الأنواع، رغم أنها في البلدان المجاوة، تشغل مئات الآلاف و تضخ مليارات من العملات الصعبة في خزائن تلك البلدان!
و في ختام حديثه، أشار الفاعل و الناشط، إلى ضرورة إصلاح القضاء، حتى تكون هناك عدالة تطمئن المستثمر الأجنبي، مشيرا إلى أنه و خلال أسفاره إلى أروبا و إفريقيا، كثيرا ما يتحدث له المستثمرون عن ضبابية قطاع الصيد و ما يعنيه من العدالة، و اعطى أمثلة على إخفاق محاولات سابقة قام بها بعض رؤوس الأموال الأوروبية في نواذيبو، كما قال !
هذا و يرى العديد من المراقبين المحليين في نواذيبو، أن هناك جهات معروفة و غير معروفة، ملتصقة بقطاع الصيد، و تقف في وجهة كل محاولات الإصلاح، و يستدلون على ذلك بدوام تغيير وزراء الصيد (5 في اربع سنوات) وزراء لم ينجحوا على ما يبدو، في تغيير "طبائع و سلوك" لوبيات توكر في الوزارة منذ عقود و تتحكم في كامل قراراتها و سياساتها، و التي يوجهونا مقابل عمولات يرفعون بها دخلهم الشخصي الشهري، غير آبهين بوطن لا تزال الأمية و الجهل و المرض و الجوع يبطشون بجزء كبير من شعبه !