الراصد : حقيق علينا في نهاية هذه السنة الإسلامية، ونحن نرى كَرَّة أخرى من سبِّ شباب موريتانيين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصدُّر المفسدين والخائرين لشؤون البلاد، جهرة وعمدا، أن ننظر إلى حالنا ومآلنا وأن نستعيد شيئا من ماضينا وقيمنا.
وقد جاء في التراث الإسلامي من المعاني التربوية والقيادية الشريفة ما يستحق أن يدرج في المناهج العالمية، فضلا عن مناهج المسلمين. ولو فعلناها على الوجه التربوي الصحيح، لاختفى كثير من انحراف المراهقين وخور المتصدرين للشأن العام.
ومن أجلِّ ذلك قصة مقتل عمر بن الخطاب التي رواها الإمام البخاري وغيره مفصلة. فضلا عن قصة إسلامه المشهورة، الدالة على قدرات الإسلام التحويلية الهائلة.
جاء في صحيح البخاري أن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف، قال كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا قد حمَّلتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا حمَّلناها أمرا هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل. قال انظرا أن تكونا حمَّلتما الأرض ما لا تطيق. قالا لا. فقال عمر: لئن سلَّمني الله لأدَعَنَّ أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا! قال فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب.
وعندما قيل لعمر، وهو يُحتضر، أوْص يا أمير المؤمنين. استخلفْ، قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن. وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له.