الراصد : فالتحايل و الالتفاف على حركات الإصلاح لم تستثن الجانب الإعلامي و استراتيجيات تسيير الرأي العام، مع أن الطرق المتبعة لحد الآن مازالت قديمة و راكدة إلا أنها تنجح أحيانا، كحركة رفع سعر الخبز مثلا في نفس الأسبوع الذي رفعت فيه أسعار المحروقات وثار فيه الشارع الافتراضي و اشتعل فيه قلب الشارع الواقعي كمدا و حسرة، مباشرة بعد صفعة الهتافات الشعبية الغاضبة في الملعب و بالتزامن مع زيارة فخامة الرئيس التي ساقها مخاض عسير تقطعت خلاله أوصالها و تساقطت عبره أطرافها لتنحسر في زيارة قصيرة لمنطقة واحدة وهي تذكرنا باتحاجية التي تقول: (مَنتْ القاسم طلعتْ ذَوْكْ العلبْ اتخَاصمْ انحلْ احزَامْهَا والذَّرَذْرُ اعظَامْهَا)، فهل يعقل مثلا أن يصبح سعر الخبر بعد كل تلك الأحداث مرتفعا ويتم التراجع عن رفع سعره مع نهاية يوم الزيارة إلا إذا كان ستارا مفتعلا لتشتيت انتباهكم عن خطابات التعهد التي مررت خلال الزيارة، و طعما لامتصاص غضب الشعب من زيادة سعر المحروقات عبر التراجع عن الزيادة الوهمية لسعر الخبز؟!!
إن انتصاركم الوهمي بالضغط على النظام حتى تراجع عن رفع سعر الخبز هو تجسيد لسقوطكم في معركة أسعار المحروقات التي ستكتوون بنارها في مواصلاتكم القريبة والبعيدة و عبر أسعار مختلف البضائع التي تحتاجونها لتبقوا على قيد الحياة لتستمروا في الاستماع إلى مزيد من التعهدات و التعهدات الموسعة، فإن كان "عر قال إنه " يكابد اقتلاع "تاره" لكي يقوي عضلات عنقه من أجل استمرار قدرته على اقتلاع "تاره"، فأنتم كذلك تكابدون البؤس و ارتفاع الأسعار و يطلب منكم النظام الحالي الصبر و تفهم ذلك من أجل استمراركم في الحياة التي ستنعمون فيها إلى أجل غير مسمى بالاستماع إلى المزيد من التعهدات.