النصب بعباءة إغراءات العصابة ....

ثلاثاء, 12/04/2022 - 17:01

الراصد: على غرار شركة النصب والإحتيال Qnet تعود بقوة Crédit Nouakchott  هذه الأيام لأنشطتها عبر إطلاق " برنامج " نية تمويل 3 آلاف مشروع صغير للنساء، وقد استخدموا - كعادتهم - هرم بونزي للنصب على آلاف النساء عبر وهم تمويل مشاريع لهن.
جعلوا على رأس كل 1000 امرأة ( تتقدم للإستفادة من التمويل ) عضوة في " الشركة " تليها في الهرم 10 متعاونات على رأس كل مئة، كل واحدة منهن مسؤولة عن 10 نساء الواحدة منهن مسؤولة عن التحصيل والتواصل مع 10 نساء .
والأهم .... على كل امرأة من المتقدمات بطلب الحصول على تمويل دفع مبلغ 7 آلاف أوقية قديمة ، أي أن أصحاب الشركة سيحصلون من العملية على مبلغ 7000 × 3000 = 21 مليون أوقية قديمة،  سيتم تمويل مشروع واحد منها لكل مجموعة ( العشرة ) وعلى العضوات التسعة الأخريات الإنتظار ..... أي أن 10 % من ال 21 مليون ستعاد للمشاركات و 90 % الباقية تذهب لجيوب أفراد العصابة!
كما أنهم بدأوا منح بعض الشباب من الضحايا أجهزة منها ما يكشف مستوى ضغط الدم ( أجهزة رخيصة ) على أنهم فازوا بها بانضمامهم مع التعهد لهم بمزيد من " الجوائز " في حال " جلب " منتسبين أو منتسبات. 
والسلطات تراقب وتشاهد ما يجري من نصب واحتيال على المواطنين دونما تحريك ساكن.
وكنت نشرت قبل سنتين - تقريبا - تقريرا عن شركة النصب والإحتيال Qnet المطاردة من طرف عدة دول عبر العالم ( استراليا،  اندنوسيا، رواندا ، قطر ، السعودية،  .... ) كمثال على شركات النصب التي صارت منتشرة في موريتانيا ، بلاد " السيبه " بامتياز .
مايو 2020 نشرت ما يلي :

ناقوس خطر ..

عملية نصب واحتيال كبيرة تجري على قدم وساق بالبلد وسيكون ضحاياها من المواطنين بالمئات للأسف. 
اتصلت بي مواطنة ليلة البارحة لتطلب مني تحذير المواطنين من أعمال عصابة نصبت شراك نصب واحتيال للمواطنين خاصة فئة العاطلين عن العمل ، ولعل وعسى يصل خبرها للسلطات وتقوم بواجبها في حماية المواطن والقبض على هذه العصابة ، وقد كادت المعنية أن تكون من الضحايا الذين بلغوا لحد الآن العشرات وعددهم في ازدياد .
لم تتصل المعنية بالسلطات خوف نجاة أفراد العصابة من العقاب عن طريق تدخل متنفذين أو اعيان قبيلة ( كالعادة ) لتجد نفسها لاحقا تحت رحمة من قامت بالتبليغ عنهم .
ولإثبات صحة ما اطلعتني عليه ، أرسلت لي المعنية عشرات الفوكالات والرسائل الواتسابية التي كان أفراد العصابة يرسلون لها وصديقة لها ويجيبون فيها على الأسئلة ويقدمون فيها توضيحات للضحايا في قالب إغراء للوقوع في الشرك .
الفئة المستهدفة أكثر من طرف العصابة وضحاياها هي من العاطلين عن العمل الذين ضاق بهم الحال وأتعبهم البحث عن العمل لدرجة استعداد أحدهم لدفع كل ما يملك او ما يمكنه الحصول عليه للحصول على عمل دائم مدر للدخل .
اتصلت اليوم بشخص ثقة وطلبت منه الذهاب ل " مقر " العصابة الذي جعلته " مكتبا " لشركتها الوهمية والوقوف على حقيقة الأمر ( وصفت لي المعنية مكانه ) ، ليتصل بي قبل قليل ويخبرني بأنه سأل الجيران عن  المنزل ( المكتب ) قصد استأجاره ، فأخبروه بأنه مؤجرا لشركة أمريكية !
أخذ صورا للمنزل الواقع بكرفور قندهار ( الصور ) .

كيفية النصب ...

يتصل أفراد العصابة بشاب( ة ) عاطل ( ة ) عن العمل ، ويقنعوا الضحية بتوفر عمل وبامتيازات كثيرة توفره شركة اجنبية ترغب في جعل موريتانيا سوقا لبضائعها التي تقوم بتسويقها في دول كثيرة عبر النت ، وعلى من يرغب من الشباب في الإنضمام لفريقها الذي تكتب بموريتانيا ، عليه دفع مبلغ 290 ألف أوقية قديمة ك " ضمان " وسيودع المبلغ بحساب بنكي، وبعد دفع المبلغ سيتلقى العضو الجديد دورة تكوينية على التسويق عبر النت ثم يتم اكتتابه بعد ذلك بعقد لمدة 90 سنة ، لماذا 90 سنة ؟ حتى يتسنى للعامل " توريث " عقده لأبنائه وإن لم يكن لديه أطفال فيمكنه تحديد وريث من العائلة زوج او زوجة او أحد أفراد عائلته لحين حصوله على أطفال ، ويمكنه تغيير " الوريث " في العقد ثلاث مرات ، أي أنهم يقنعون الضحية بأنها صارت في حكم " الشريك " في الشركة QNET وبالتالي صار لديها مال يمكن توريثه في حال وفاتها .
تعد العصابة - وهذا هو الأهم للعاطل عن العمل - براتب شهري في حدود 180 ألف أوقية قديمة ( يزداد مع الوقت ، وقد يصل حدود ال 400 ألف بعد سنوات ) مع علاوات ( نسبة من مبلغ بيع البضاعة ) تصل 90 الف اوقية قديمة. 
تطلب العصابة من الضحية في أول خطوة صورا شمسية وصورا من بطاقة التعريف وحضورا ل" جلسات " تعريف بآلية العمل ومردوديته على كل من يتم اكتتابهم ، وتنظم هذه الجلسات بالمنزل ( المكتب ) ( الصور ) وقد حضرت المعنية جلسة من هذه الجلسات - أو اللقاءات- وهالها عدد " المترشحين " لهذا العمل .
تعد العصابة بفتح حساب بنكي وحتى استصدار جواز سفر لكل من توفرت فيه شروط الإكتتاب ( دفع المبلغ 290 ألف ) .
يعتبر أفراد العصابة أنفسهم ممثلين للشركة ومؤطرين لمن يتم اكتتابهم ، ويبالغون في إغراء من تواصلوا معهم حد " اطمع افلعقل " وهو ما ينقذ بعض الضحايا من شباكهم كالسيدة التي اتصلت بي حيث راودتها الشكوك - وصديقة لها - حول جدية وشفافية الأمر وحقيقته أصلا ، ولكنها أكدت بأن العشرات ممن حضروا " الجلسات " وقعوا في الشرك للأسف .
وحسب ما يبدو ، سيتحول الضحايا إلى " خدام " للعصابة لجلب مزيد من الضحايا،  بحيث عليهم العمل على تسويق فكرة الإنضمام ل " المشروع " لأفراد عائلاتهم ومعارفهم مقابل مبلغ 50 ألف أوقية قديمة عن كل شخص اقنعوه بالإكتتاب في " الشركة " ودفع المبلغ المطلوب لذلك .
أي أن العصابة كسرطان يغزو الخلية ويجعلها تعمل لصالحه ونشر المرض في الجسم ، ولن تتضرر الضحية ماديا ونفسيا لوحدها فقط بل وستضر محيطها الأسري ومعارفها ، وحينما يجمع أعضاء العصابة مبلغا كبيرا من العملية سيختفون مخلفين وراءهم مآسي أقلها ديونا تحملها الضحايا لشراء عمل وهمي ( شراء سراب ) .
لتوضيح الأمر ،مائة ضحية فقط يحصل أفراد العصابة منها على مبلغ في حدود ال 30 مليون أوقية قديمة .

* تفاصيل كثيرة عن إغراءات العصابة لضحاياها يضيق المكان عن نشرها .
* لو كنا ببلد قانون لسلمت فوكالات أفراد العصابة وصورهم وأرقام هواتفهم لوكيل الجمهورية او ضابط شرطة أو درك ، ولكن سيخلى سبيلهم وتجد المعنية نفسها وصديقتها تحت رحمتهم .

حفظ الله البلد والمواطن  .
#موريتانيا_عطشانة