منازل الرجاء..!!!!!  محمدفال طالبن .

سبت, 02/04/2022 - 00:52

الرصد : بين المكاشفة والإخفاء مراعاة لحالة المريض النفسية وتحاشيا لهول الصدمة عليه، ينصح الكثير من أخصائيي علم النفس  أن على الطبيب أن يبني حالة ثقة وصدق بينه وبين المريض، وأن يقول له مما يعاني، وما أخطار المرض، ونسبة حالات الشفاء منه، وكيفية العلاج بالتفاصيل، ومن المعروف عند علماء النفس أن الحالة النفسية نصف العلاج.
تفاءل المواطن خيرا بتشخيص فخامة رئيس الجمهورية لحالتنا المرضية، وأشفع ذلك التشخيص بإقالة الحكومة، حينها تنافست فينا بديعات الأمل ووصل هرمون السعادة إلى أعلى مستوياته، وقال العاذلون المشفقون والصادقون  وا فرحتاه ولكن ؛ 
أورق بخير تؤمّل للجزيل فما ... ترجى الثّمار إذا لم يورق العود.
تُرى حين قال وزير المياه الحالي ولد بوخريص في إجتماع مع طاقم وزارته بُعيد خطاب الرابع والعشرين؛ لقد سمعتم توجيهات الرئيس وأوامره، وعلينا تنفيذها. 
هل كان يعي مايقول؟ 
وهل كان يُدرك أن الوزير يعطى التوجيهات والأوامر عند تكليفه ومباشرة مهامه!! 
وكذلك المديرون ممن رأينا تهافتهم على ذات السبيل !! 

لا أعتقد أن الوزير الأول سيعطي أكثر مما أعطى حتى ولو حُشر له جنود سليمان، وعُرى الحمد والسَّعد أوثق في البدايات قبل النهايات . 
ومَن بدت له سوآت حكومته في نصف مأموريته كان جديرا أن يعمل بنصيحة مَن ليس غريب الدارِ حين غرَّدَ قائلا: " أُلي ماهُ متّافگ أمعاك لا إِعلگلك".
وأبوينا أكرم من حكومتنا والله أرحم الراحمين وهو أحق أن يُتبع، وقد قبلَ توبتهما بعد العصيان لكنه أنزلهما من جنته. 
كما لا أعتقد أن مَن إلتقمَ الأرزَ بشماله قبل يمينه وقَصّ أجنحة الخطوط الجوية الموريتانية وأمات نظام سيدي ولد الشيخ عبدالله رحمة عليه سيكون ميمونا على القصر !! 
ولا أعتقد كذلك أنه سيحيي أملا في تشاور يتهمه أغلب المعنيين به بعرقلته والسعي إلى إجهاضه!! 
أخاف مِن التاريخ فهو كثيرا مايعيد نفسه وبه تكمُن أسرار الحكم كما قال تشرشل. 
وبين الرجاء والخوف يرجع المواطن إلى خلوته ومحرابه  وهو يردد : 
يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا
نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا
ماذا تَقُصُّ عَلَينا غَيرَ أَنَّ يَداً
قَصَّت جَناحَكَ جالَت في حَواشينا. 
سيدي الرئيس لقد آنس المواطن نور تعهداتكم في أول خطاب، لكم،وخيّب الكثير من عُمالكم رجاءه،وقد عاد الرجاء بعد خطابكم الأخير، وأزداد الإيمان بكم، والمأمورية قد بدأت في النهاية، وأحوال المواطنين في غاية الصعوبة،  وإذ يدركون أنكم تعلمون ذلك فهم يسألوك أن لا تحيل إيمانهم إلى كُفرٍ قد لاتصح التوبة بعده.