الراصد: لم يكن حدث ذبح المواطنين العزل في مالي مؤلم ومحزن للشعب ولأسر الضحايا و للحكومة فقط فالجريمة ببشاعتها كسّرت افئدة الكل حتى وان كانت اسباب تأخير زيارة الوفد الوزاري لمالي تتعارض مع مناسبة الحزن الوطني العارم الذي اجتاح الجمهورية وشعبها ونظامها الهادئ رجاء لا المستكين ظاهرا لحد العجز المهين للأمة المؤمنة بالقضاء والقدر وهي تحت حماية زواياها المترعة بفنون العلم والولاء والصلاح، المحمية بكبير الشيوخ الفاضل عملا وتربية الوارث صفات المختار كابرا عن كابر.
فظاعة الجرم كلما تكرر تزداد رفضا بل وتحتم ردا من جنسه لفظا على الاقل فلا دموع العين توقف اعمال المجرمين ولا رفعة الوفد تعوض اسر الضحايا عن فقدان احبتهم ولا كلام المعزين يضمد جراح المصيبة الرزء ، فقط الشعور بتقاسم الحزن و التصريح بتحمل المسئولية والجدية في طلب الجناة والمطالبة بالقصاص وحدهم علامات تشارك الحياة بين القمة المسؤولة والشعب الجريح .
اعاق تأخر الرد الرسمي تبرير التقصير الظاهر من على اسارير الذين كلفتهم وظائفهم الحديث الخجول المترنح المرتعش عن المصيبة ولم تسعفهم لحظة التعامل مع الواقع المذبوح شعبه على صخرة تكريس صورة الوطن من خارج واقعها وعلى حدوده تهدر سكاكين الغدر دماء زكية نزفت اوردتها وشرايينها ومقل عيون ضحاياها مشدودة الى الوطن الحصن وهو يروج لعهده الزاخر بالكرامات و بالتصالح و بالانفتاح وبتآزر نخبته السياسية غير ان النظرة فيما اتضح كانت نظرة وداع اخير لأحبة تركوا تحت رحمة النظام هذ النظام الذي الهته اعراسه عن مجرد السؤال عن ارواح ابناء شعبه ، فأي اخلاق وأي قيم وأي تربية وأي كبرياء لقوم فضلوا الرقص وتبادل التهاني على مقابر جماعية لشعبهم وهو تحت الجائحة وفوق فوهة البركان وعلى حدود القنص والقتل ذبحا ... ؟
لا وجه للمقارنة بين قتل الأمس وذبح اليوم فالشعب تحت حماية نظامه داخل الحدود وخارجها وفي كل لحظات الجمهورية منذ التأسيس الى يوم النفخ و العهد بيننا إن لم يكن بد من مصيبة الموت فاليكن رحيما وبما ان الروح إن صعدت الى باريها فلا مجال للحديث عن رجوعها فالترجعوا لليتامى وللثكلى جثامين ضحايا غياب الوطن واهمال حماته لحدود تخرج منذ زمن عن سيطرة انظمتها و يتعاظم فيها تعدد مصادر تهديد الحياة ويقترب من حدودنا و في مرات عدة تهدد شهبه حياتنا وارزاق اهالينا العالقين بقوة الجغرافيا والتاريخ والمصالح في مناطق التماس الملتهبة دوما والتي تتطلب من الساهرين على امننا عيونا مفتوحة حمراء حينما تنظر خارج الحدود يغطيها احمرار الغضب ورغبة فرض امن الوطن والشعب لا تأمين ضيوف الحفل في عمق قارعة طريق تفرغ زينة الآمنة والمؤمنة والحمد لله ولا عدوان الا على الظالمين ..