الراصد: أيهما أقلُّ إهانة...؟؟؟؟ أن تجلد الشخص عددا من الجلدات ليذوق وبال جريمته ويتأدب، ثم تتركه يذهب وشأنه ليعيش حياته..
أم أن تسجنه سنوات طوال فتُضيِّع حياته وتحرمه من أسرته، وتحرم أسرته منه، وتضيِّع أولاده وزوجته، وتُقيِّد حريته، وتمنع المجتمع من الاستفادة من طاقاته وخبراته؟
لا شك أن الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية للسجن أكبر بكثير من آثار العقوبة الجسدية.
لقد حصلت واقعة في زمن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- مع الشاعر الحطيئة (جرول بن أوس العبسي) الذي كان سليط اللسان كثير الهجاء، حيث شكاه أحد الذين هجاهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر بحبسه.
فلما أرسل إليه الحطيئة قصيدة مطلعها الأبيات الآتية:
ماذا تـقول لأفراخ بذي مَرَخٍ
زُغْب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقَيْتَ كاسِبَهُم في قَعْر مُظْلِمَة
فاغفر عليك سلام الله يا عمر
أدرك عمر أن آثار عقوبة الحبس تعدّت الجاني إلى أُسْرته فأمر بإطلاق سراحه.
ويروى أنه دفع له مبلغا من المال مقابل الكفّ عن أعراض المسلمين، وأخذ عليه عهدا ألا يعود إلى هجاء الناس .
الدكتور \ الشيخ ولد الزين ولد الإمام