الراصد:حدثنا الدكتور عبد الله ولد ببكر تاريخ بعض حيثيات إدارته للمعهد الموريتاني للبحث العلمي و أنه كان يبالغ في توفير كل وسائل الراحة للمؤرخ والعلامة المختار ولد حامدٌ وذلك لإيمانه (اي المدير) بأن إنتاج الباحث الجاد أهم من عمل الحكومات وأنه أهم من الوزراء والرؤساء.
حدثنا أن أحد وزرائه طلب منه ذات يوم أن يرسل له سيارات المعهد ليستخدمها وزير آخر في مهمة يحتاج فيها لسيارات إضافية، فرفض المدير وعلل رفضه بأن سياراته مخصصة للباحثين وليس للمسؤولين في الحكومة.
فغضب الوزير واستدعاه إلى مكتبه قائلا " لقد علمت بأنك منحت سيارة للمختار ولد حامدٌ" فرد الدكتور عبد الله " معالي الوزير هذه المعلومات غير دقيقة"
الوزير : "دقيقة بعد أنا فيدي لخبار" .
الدكتور عبد الله : " معالي الوزير، لو كانت دقيقة لأخبرك من اخبرك بأني لم امنح المختار سيارة واحدة بل اثنتين، إحداهما ليستخدمها والأخرى تحمل قطع الغيار والمؤنة وهي بديل جاهز في حال تعطلت السيارة الأخرى "
الوزير ( غاضبا) : " ولماذا تمنح المختار هذه السيارات؟"
الدكتور عبد الله :" لكي يشرب لبن الإبل في الصحراء ويصح بدنه ويرتاح.
ولو كان الأمر بيدي لاشتريت له قطيعا من الإبل من ميزانية الدولة ، فساعة من عمل المختار وهو مرتاح البدن صافي الذهن اهم من كل الحكومات، فعمله خالد وباق والحكومات زائلة ". انتهى.
يدافع الدكتور عبد الله ولد ببكر عن نظرته التقدمية القائلة بأن الدولة لاتستقيم إلا على القانون والعدل، وأن الباحث والعامل هما ركيزتا أي مشروع حضاري.
سلام على ذلك الجيل الذي كان مؤمنا بمشروع الدولة.
جالست سعادة السفير رفقة أخي أحمد أبو المعالي لوقت وجيز لكننا خرجنا بخلاصات ثرية من رجل عاقل ومجرب لا يزال مصرا على البقاء في قلب معركة البناء رغم تقدم السن ووهن البدن، حفظه الله ورعاه ومنحه الصحة والعافية والتوفيق.
محمد أفو