الراصد :يأبى فيسبوك إلا ان يذكرني بتدوينة نشرتها يوم 13دجمبر سنة 2019
فرق شاسع بين "الإتحاد" و "الدمج" و لعل هذا ما يجعل البعض يسأل هل الخلاف الدائر بين أنصار الرئيس محمد ولد الغزواني و "داعميهم" من جهة و مخالفيهم في الحزب على "المرجعية" كما أعلنوا مرارا ، أم على الحزب والسلطة ؟
و إذا كان على الحزب ، فلماذا يصرّ هؤلاء على التمسك بأشخاص لاعلاقة لهم بالحزب أصلا لدمجهم في المؤتمر المقرر في 28دجنبر الجاري ؟
إذن الخلاف ليس على المرجعية، بل هو على السلطة و بأدوات السلطة.
هناك مخطط كبير لضرب النظام من الداخل.
إن التقارب الظاهري بين المعارضة و النظام، لا يعكس أبدا حقيقية ما يجري في الخفاء.
التجاوب الذي قابلت به أحزاب المعارضة أو بعضها، الإنفتاح الذي أبداه الرئيس محمد ولد الغزواني، لا يعكس أبدا ثقتها بالنظام بل هو في جانب منه تهافت على المغانم أكثر منه توجه ينسجم مع رؤية النظام للإصلاح.
إنهم يغالطون الرأي العام، عندما يصرّحون بأن انخراطهم في الحراك السياسي الجاري، ينطلق من حرصهم على موريتانيا وثقتهم في الرئيس الجديد؛ فأين هذا، من موقفهم الإلتفافي المشهود عندما قرروا عدم اعترافهم بنتيجة الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ؟!
ما الذي استجد حتى يبدلوا مواقفهم بهذه الطريقة الهلامية العجيبة؟
سيكون على الرئيس ولد الغزواني، أن لا يحرق مراكبه، فالرحيل الذي نادى به بعضهم، يتجسد الآن في رحيل ناعم و اصطفاف يأخذ أشكالا مختلفة.
اليوم، الإنقلاب على السلطة لم يعد بالجيوش، بل هناك جيوش تأثيرها أقوى من القوة العسكرية الغاشمة.
و كلمة السر التي تجمع هؤلاء في السلطة و خارجها هو "النظام الموازي" الإنقلاب بدأ من هنا، من خلق أزمة داخل النظام، تماما مثلما فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حين أراد أن يقضي على أهم شريك له في الحكم، رجل الدين المعروف فتح الله كولن.